مواسم الخير والعطاء والبذل تمر علينا متتابعة تمنحنا فرصة لتطهير الأنفس وتزكيتها، وفرصاً أخرى لعلاج عللنا النفسية والذهنية والجسدية، فلم تحصر الصدقات والأعطيات على وجه البر في رمضان فقط أو أمثاله من أيام السنة المباركة، فها نحن في كثير من مناطق المملكة والخليج والعديد من دول المنطقة نمر بفترة تعيش مواسم شتائية قد تتدنى خلالها درجات حرارة الجو إلى الأصفار وتحتها، وهذا يعني أن فئات من إخواننا الأقربين أو من بَعُد قليلاً في قرى وهجر في بعض المناطق يتوقون للدفء ووسائله من ملابس وألحفة وأجهزة ووقودها، بل ربما يعوزهم الغذاء المناسب لهذه الظروف المناخية.
فهذه مواسم رفع الأرصدة عند من لا تضيع ودائعه، ومن لا يبخس المخلوق شيئاً من حقوقه وأجره بل يضاعفه, والصدقة في مثل هذا الوقت لعلها أبلغ أجراً وأثراً يظهر على المرء وأسرته من حفظ الله لهم في أنفسهم وأبدانهم, وزيادة في المردود المادي - بتوفيق الله - الذي يضاعف للمحسن المتصدق حسن النية. وقرأت في ورقة التقويم ما يلي:
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:(والذي وسع سمعه الأصوات ما من أحد يدخل على قلب فقير سروراً إلا خلق الله له من هذا السرور لطفاً، فإذا نزلت به نائبة جرى إليها لطف الله كالماء في انحداره يدرؤْها عنه), وقالت العرب: الذي لا يعرف الألم يستهين بالجروح.