Al Jazirah NewsPaper Friday  19/12/2008 G Issue 13231
الجمعة 21 ذو الحجة 1429   العدد  13231
خيال الظل
أوباما
منصور عثمان

يراودني حلم كلما طردته أحضرته الليالي عنوة.. فقررت أن أصحو.. حتى مطلع الشمس.. في الثلث الأخير من الليل سرقني.. النوم.

وجاء به لي.. فأرخيت جفني مستسلماً.

رأيت فيما يرى اليقظ أنني صرت (أوباما) مع فارق كبير في الهيئة واللبس.. ولون البشرة.

وبدأت أقود أمريكا إلى مرابع الأهل لترخي ركابها عند باب القدس..

فيجتمع الناس حولي وكنت مدججاً بالسلام فسلمت عليهم واحداً واحداً، وبشرتهم بزوال (الاحتلال)!

وقبل أن يرحل (الجند) عن (فلسطين)، أخذتني قافلة تسير مرةً وأخرى تطير، حتى ولجت ساحة (الكرملن).

ألقيت التحية غير منقوصة ل لينين.. ورحت أخطب.. والخلق يصغي لي.. قلت: ليس المهم أن نكون قطبين المهم أن نكون قطباً واحداً بنظريتين..

ها أننا في أمريكا استرشدنا باشتراكيتكم حتى لا تنهار بقية رساميلنا..

لنجيء لكم ونقول.. إننا ديموقراطيون حد (خلاص البشر)!

وقبل أن أنهي خطابي ألقى عليّ الجمع كمّاً هائلاً من أقمشة (الجينز) وأقراص جاكسون المدمجة

قلت: هذه ليست آخر خسائر الكساد الكبير.. فيممت للعراق فالتقاني الشاه وعدت لإيران.. فرأيت صدام..

قلت ماذا حل بالكون.. قالا بصوت واحد: لقد تحالفنا أنا أحكم هنا شهراً وفي بغداد شهراً والشاه كذلك.

ركبت راحلتي.. قلت الطريق إلى لبنان يمر ب(سوريا) وآسف لأن لا أحد هناك كانوا نائمين.

قلت لمرافقي: أصلح لنا بعض الشواء واعزف لنا على (الساكسفون) لحناً حزيناً.

في البعيد تعالت أصوات نداء ساحرة فانفطر قلبي لها حتى خشيت أن أسلم.

التفت على مقربة كان هناك.. رجل يرتدي - حلة مزخرفة لم أرَ في حياتي أجمل منها فسألت من أي البلاد أنت؟ قال: أتيت للتو من قرطبة.. وألقى عليّ هدايا كلها من الجواهر وقال: يا بني اعلم أننا ميسورون حد توزيع الذهب لمن يحتاجه.. وعلمت أنكم تمرون بفترة عصيبة حيث انقطع المطر على بلادكم وجف الشجر وهلك الناس ونفقت الماشية.

عد إلى قومك بهذا - الصندوق - ولا تفتحه إلا في الساحة (البيت الأبيض) وادع أعضاء الكونجرس والCNN لتصور ما بداخله.. هو خلاصكم من (هذا) الكساد.

وقبل أن أرد عليه ضغط على أزرار في صدر (حلته) وإذا به يختفي في لمح البصر!!

قلت حينها.. لا بد من (أمريكا) ولو طال السفر وعدت أدراجي في نصف الطريق زاد فضولي بما في صندوق (القرطبي) ففتحته..!!

وصحوت لكن أحلامي شحت وضاعت ومنيت بالخسائر.. ككل الناس الذين يعيشون هذا (الانهيار الكبير)..!

وتمنيت أن أعرف ما بداخل الصندوق ولكن!!

من (يحلم به) ويعرف ما بداخله..

فليكمل حلمي عني لأنني صحوت.. ثانية

ومت!!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 784 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد