Al Jazirah NewsPaper Friday  19/12/2008 G Issue 13231
الجمعة 21 ذو الحجة 1429   العدد  13231
مهارات
حوّل أخطاءك إلى مكاسب

ليس من شك في أنك سترتكب أخطاءً في بعض الأحيان والتي قد تكون جسيمة في بعض الحالات، كأن تبالغ في شيء أو تهين شخصاً أو تتجاهل أمراً بديهياً، أو تذهب لمكان تكون غير مرغوب فيك فيه، أو يزل لسانك، أو تقول شيئاً ما كان ينبغي أن تتلفظ به, ولا يوجد شخص معصوم من هذه الأخطاء البشرية، ولذا فالسؤال المهم لا يتمثل في ارتكابك الخطأ من عدمه، بل عن مدى سرعة خروجك من المأزق عندما ترتكبه فعلاً, أي قدرتك على مسامحة نفسك والآخرين، على اعتبار كونهم بشراً ولارتكابهم أخطاء، وبمجرد أن تفهم قدرك المتمثل في الحقيقة القائلة: (الخطأ من صفات البشر، أما المغفرة من صفات الله).

فحين التخلص من الأخطاء بسرعة يتعلم المرء من الآخرين ومن أخطائه، فتصبح الحياة العملية أقل توتراً وأكثر إيجابية وواقعية.

فكونك إنساناً ذلك يعني أنك معرض للخطأ في بعض الأحيان على الأقل، وسيختلط عليك الأمر من وقت لآخر، وستضل الطريق، وتنسى الأشياء، وتفقد أعصابك، وتقول أشياء ما كان ينبغي عليك قولها ولكن عليك أن تتقن مهارة التعامل مع الأخطاء بواقعية، وكيفية تحويل هذا الخطأ إلى وقود لعملية الإصلاح, فلا يوجد أحد يسعد بارتكاب الأخطاء، ولهذا يجب أن نتعلم كيف نتجاوز هذه الأخطاء والاستفادة منها وتحويلها إلى عمل إيجابي بنّاء. وهناك منهج نبوي في التعامل مع الأخطاء:

قال صلى الله عليه وسلم: (كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون). تأمل هذه القاعدة الذهبية البشر يخطؤن وهذا واقع وخيرهم الذين يتوبون أي يرجعون عن أخطائهم ويندمون عليها.

لذا:

- كن إيجابياً في التعامل مع أخطائك:

أي أن أعترف بخطئي، ثم أحاول أن أتعرف على أسباب هذا الخطأ بصورة موضوعية بعيداً عن الانفعالات، ثم محاولة التخلص من هذا الخطأ بسرعة، وبعد ذلك التأمل العميق لهذا الخطأ وأسبابه حتى أحوله إلى درس مفيد لكي لا أقع في هذا النوع من الأخطاء ولا فيما يشبهه.

- لا تخف من النقد:

الطريقة السلبية التي نتعامل بها مع أخطائنا، أو مع أخطاء غيرنا، أو تعامل غيرنا مع أخطائنا جعلتنا أكثر حساسية في التعامل مع النقد، في حين لو تعاملنا مع الأخطاء بالصورة الإيجابية لسهل علينا تقبل النقد، لأن هذا النقد هو الطريق إلى الكمال، لأنه لا ينتقد شخص آخر إلا ولا بد أن يكون معه بعض الحق ومعه الدليل على بعض القصور والخلل.

- لا تطالب بالمثالية:

إننا حين نرسم للناس صورة مثالية سوف نحاسبهم على ضوئها، فنرى أن النقص عنها يُعد قصوراً، لذا عليك إدراك الطبيعة البشرية لتسهم إلى حد كبير في الاقتراب من الواقعية والبعد عن المثالية المجنحة في الخيال, ولا يعني ذلك تبرير الأخطاء والدفاع عنها بحجة الواقعية.

فالكثير من الصفات السيئة في البشر تبدو بذرة صغيرة يسقيها الإهمال والتسويف فيها والتجاهل بماء الحياة حتى تنمو وتترعرع لتتجذر في النفس فيصعب اقتلاعها.

إن الحياة مليئة بالأخطاء، ويلزمك الكثير من الأشياء كي تتجنب هذه الأخطاء، ولكي تحتفظ بشعورك بالاتزان يجب أن تدرك أن عدم الكمال هو الواقع والتركيز على الأشياء الصحيحة يزيد من متعة الحياة، ويجعلك أقل حدة ويهون عليك الأمور، ويساعدك على الشعور بالراحة النفسية بينما التركيز على الأخطاء يجعلك تهتم بأتفه الأمور ويذكرك بالمشاكل والمعوقات ويجعلك تشعر بالضيق، ويؤدي بك إلى انتقاد الآخرين، وأن تكون شديد الحساسية لكل ما هو حولك.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد