Al Jazirah NewsPaper Friday  19/12/2008 G Issue 13231
الجمعة 21 ذو الحجة 1429   العدد  13231
د. سعد الشثري عضو هيئة كبار العلماء لـ(الجزيرة):
العلماء الثقات مراجع الأمة في المسائل الشرعية

الرياض - خاص ب(الجزيرة)

أكد معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، على وحدة المسلمين، والبعد عن الفرقة والاختلاف.. وأن من أسباب ضعف الأمة كان ابتعادها عن تحكيم شرع الله، والالتزام بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مطالباً بأخذ الفتوى والعلم الشرعي عن العلماء الثقات، لا من مدعي العلم.

وأكد د. سعد الشثري على تضافر الجهود لمواجهة فكر التفكير والإرهاب، لأنه خطر على الدين والوطن.

جاء ذلك في حوار ل(الجزيرة) مع د. سعد الشثري عضو هيئة كبار العلماء.. وفيما يلي نصه:

* تجاه الفتن والخلافات والنزاعات.. ماذا يجب على المسلمين؟

- على المسلم أن يلتزم بشرع الله، ويعتصم بما أمره الله عز وجل، وعلى المسلمين نبذ الخلاف والتنازع والشقاق، والحرص على الاجتماع والائتلاف والتآلف تمشياً بما جاء في الكتاب والسنة.. وهذه البلاد كانت محلاً للاختلاف والنزاع والشقاق والحروب، وكان أهلها يختلفون في أقوالهم وأفعالهم ومعتقداتهم، فبعث الله نبيهم محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق فاتحد الناس واجتمعوا على كلمة سواء، قال جل وعلا: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً}.

ومن هنا كانت وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه باجتماع الكلمة، وترك التنازع والاختلاف والشقاق، وجاءت الشريعة الإسلامية بجعل الناس أمه واحدة وبنبذ الاختلاف بينهم، وقد نهى الله -جل وعلا- عن التفرق وعن الاختلاف في مواطن من كتابة في قوله جل وعلا: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}، كما نهى جل وعلا عن التفرق في الدين والتحزب فيه، فقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}، ومن هنا تقرر أن الاختلاف مذموم في الشريعة غير مرغوب فيه.

* هل هناك اختلاف مذموم واختلاف محمود، أي تبادل للآراء؟

- من طبيعة الناس أن تختلف أفهامهم وأن تختلف مداركهم فيحتاجون إلى تعلم أحكام الشريعة عند اختلافهم، وكلما قرب الناس من مصادر الوحي كتاباً وسنة اجتمعوا وتآلفت كلمتهم وابتعد عنهم الخلاف، وكلما ابتعدوا كلما حصل بينهم الاختلاف، وإذا نظرنا في أحوال الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم كلما قربت الأمة من الكتاب والسنة اجتمعوا وتآلفوا واتحدوا وابتعد عنهم الخلاف وكلما ابتعدوا عن الوحي من كتاب وسنة وقع بينهم النزاع والشقاق والاختلاف.

وهذه البلاد قبل عقود من الزمان كان أهلها يتقاتلون فيما بينهم وعندهم طبقية الكل يرى نفسه أعلى من غيره وكل واحد منهم يعجب برأيه ولا يلتفت إلى مخالفة ذلك بسبب بعدهم عن الحق وعن الهدى وعن الكتاب والسنة، فلما جاء الله جل وعلا بهذه الدولة المباركة ودعت الناس إلى كتاب الله جل وعلا وسنة نبيهم وجعلت الناس سواسية أمام هذين المصدرين نبذ الخلاف واتحدت كلمتهم وتآلف الناس تجد أهل الحي الواحد من قبائل شتى، وفي العمل الواحد زملاء كل واحد من قبيلة مختلفة عن القبيلة الأخرى كانوا بالأمس يتقاتلون واليوم يكون بينهم التقدير والمعزة وما ذلك إلا لأنهم رجعوا لكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم التي تبين لهم تساوي الناس أمام الله جل وعلا، وتساوي الناس في الحقوق والواجبات وتساوي الناس فيما بينهم في التعامل، وإنما الكرم ورفعة الدرجة بالتقوى التي ذكرها الله بقوله:{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}، فالاختلاف مذموم، والأصل أن المرء يسعى إلى نبذ الاختلاف ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.

* تعدد وسائل الإعلام والجري وراء المثير والآراء الشاذة، تجعل من الخلافات مادة إعلامية، خصوصاً في الفتاوى، فكيف نتجنب ذلك؟

- إن وسائل الإعلام والاتصال تعددت فأصبحنا نطلع على أقوال مختلفة متفاوتة أحدهم يفتي بأقصى اليمين والآخر يفتي بأقصى اليسار، والناس على صنفين الصنف الأول العلماء والفقهاء، وأهل الاجتهاد، فهؤلاء يجب عليهم الرجوع إلى النصوص كتاباً وسنة فيفهمونها بقواعد الفهم الصحيح المسماة لدى العلماء قواعد علم الأصول، فيرجعون إلى الكتاب والسنة ويحكمون على هذه الأقوال المختلفة فينظرون إلى هذه الأقوال وإلى القول الأقرب إلى الصواب الموافق لجميع النصوص فيأخذون به، قال جلا وعلا: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}، وهذه علامة الإيمان الرد إلى الكتاب والسنة كما في هذه الآية، إذا تقرر هذا فمن لم يكن مجتهداً ولم يكن عالماً ماذا يفعل وكيف يعرف أحكام دينه من كان كذلك وجب عليه الرجوع إلى علماء الشريعة كما قال تعالى: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}، وإذا لم نتمكن من التمييز بينهم بحسب العلم أو كانوا في ظننا سواء فحينئذ ننظر إلى الأكثرية، فلو قدر أن العشرات يفتون بالمنع وعالم أو عالمان يفتيان بالجواز فحينئذ قول الأكثر أقرب إلى أن يكون هو الشرع لأن قولهم عليه قرائن باتفاق هذه المجموعة الكبيرة من علماء الشريعة عليه.

* إذا اختلفت آراء الفقهاء إزاء مسألة، فماذا يفعل المسلم؟

- إذا اختلف العلماء عمل المرء بقول أعلمهم، فإن عليه أن ينظر إلى الأورع فإن قول الفقيه الأكثر ورعاً أقرب بأن يكون هو الشرع لأن الله جل وعلا بفضله ورحمته يوفق أهل التقوى للقول الصواب كما في قوله سبحانه: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}، وأن الدليل على أن الإنسان إذا اختلف العلماء وجب الترجيح بينهم ولا نقول يختار من الأقوال ما شاء، لأنه إذا اختار فقد عمل بهواه ولا يأخذ بما يظنه ويغلب على ظنه أنه أقرب إلى الشرع، والله جل وعلا قد نهى عن اتباع الهوى قال سبحانه: {وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ}، وأوجب الله جل وعلا علينا أن نعمل بالأرجح والأقوى من الأقوال عند الاختلاف وهي القاعدة الشرعية في عمل المؤمن عند وجود الخلاف وإذا كان هناك اختلاف في مسائل شرعية فهناك صفات ينبغي بنا أن نتصف بها فيما يتعلق بهذه المسائل أولها أن تنوي بما تعمل وما تقول بهذه المسألة التقرب إلى الله جل وعلا، لا نتعصب لزيد ولا لعمر هذا لا يجوز ولا يحق للإنسان أن يفعله، ولابد من إخلاص النية في الخلاف ولابد من إخلاص النية في مسائل الخلاف بحيث تكون أعمالنا لله جل وعلا نقصد بها ارتضاء رب العالمين، سواء بما يتعلق بترجيحنا بين المفتين، أو فيما يتعلق بأخذنا لأحد الأقوال أو ما يتعلق بمناصرة قول دون قول آخر لأن الله أمرنا بإخلاص الدين، والطاعة لله.

قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}، والمؤمن يؤجر على وفق ما في نيته كما قال صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) ومن الصفات التي لابد أن نتحلى بها أن نكون صادقين في أمورنا بحيث لا نخفي شيئاً، وإذا علمنا بالدليل الشرعي أظهرناه وبيناه.

* وهل مطلوب من المسلم أن يبحث عن الدليل الشرعي في المسألة الخلافية؟

- من الأمور التي يتصف بها المؤمن حيال المسائل الخلافية الحرص على اتباع الأدلة الشرعية كتاباً وسنة وكذلك من الأمور والصفات التي نتحلى بها في المسائل الخلافية حسن الخلق لأن المخالف إذا أحسنت التعامل معه وأحسنت الخلق معه كنت بذلك محققاً لأمر الشارع مرضياً لربك جل وعلا، قال تعالى: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً}، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (الكلمة الطيبة صدقة)، وكذلك الابتسامة فتبسمك في وجه أخيك صدقة حتى مع المخالف لأن الشرع قد جاء بهذه الصفات للمؤمن مع المؤمن سواء كان موافقاً له أو مخالفاً له، وهناك صفات نهى الشارع عنها منها أن يحقر المرء المخالف له وأن يترفع عليه وعدم تواضعه معه يخالف المقصود الشرعي يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد) لأن الكبر أمر مذموم في الشرع أشد الذم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)، والاختلاف ليس سبباً لأن يهجر الناس بعضهم بعضاً فإن الهجران بين المؤمنين من الأمور الممنوعة شرعاً، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلاث)، تجد الناس يتنازعون ويهجر بعضهم بعضاً فيقعون في مسائل من مخالفة الشرع شنيعة عظيمة ولا يدركون عواقبها.

* هناك من يبحث عن معايب المخالفين ليؤجج الخلافات، كيف ترون هذا الأمر؟

- من الأمور المحرمة أن البعض يستبيح الكلام في معايب المخالفين له، فإذا وجد مخالفاً له في مسألة فقهية أو في غيرها بدأ يبحث عن عيوبه، ويبحث عن ما لديه من مثالب، وينشرها في الناس، فهذا لا يجوز وحرام ومن الأمور المخالفة للشرع يقول جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ}، فالغيبة محرمة ولا يجوز وهي ذكرك أخاك بما يكره ذلك، والشرع يتطلع لبث الصفات الطيبة بأن يكون الحديث في أفعال الخير التي يقتدي بأهلها فيها، ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من قال هلك الناس فهو أهلكهم) أي أشدهم هلاكاً، أو هو السبب في هلاكهم، ومن هنا لا ينبغي بنا أن نشيع الأخطاء، وأن نكثر الحديث فيها، ويتعلق بهذا أنه لا يجوز للإنسان أن يعتدي على المخالف له بقول أو فعل أو غير ذلك من أنواع الأذى وأن يحذر الإنسان الكلام في الآخرين يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)، وقال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}، وقال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَاماً كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}.

*وماذا عمن ينقلون بغير أمانة عن علماء الشريعة من أجل أن يكون سبباً للقدح فيهم؟

- إن من أشنع ما يكون أن يأتي الإنسان يوم القيامة معه حسنات كثيرة ثم إذا جاء بذلك الموقف فرح بأعماله الصالحة وحسناته ثم يجد الناس قد اجتمعوا حوله يتقاسمون ما لديه من الحسنات، حتى تفنى حسناته فيؤخذ من سيئاتهم ويوضع عليه، ثم يلقى في نار جهنم والعياذ بالله.

* يتعصب بعض الناس لمشايخهم، بل قد يرون أن مشايخهم معصومون من الخطأ؟

- يجب الحذر من محبطات العمل، ومن ذلك أنه عندما يكذب الإنسان بنص أو يرى بأن شيخه لم يأخذ بذلك الحديث أو إمام مذهبه، فيقدم قوله على النص، حينئذ يكون ممن قدم بين يدي الله ورسوله وممن رفع صوته على صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكون سبباً لحبوط عمله، وإذا جاء نص من كتاب الله أو من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وجب أن نقول سمعاً وطاعة آمنا وصدقنا.

والمسائل الشرعية على نوعين، مسائل اجتهادية ليس فيها دليل قاطع، ومن هنا كل فقيه يأخذ بما يرى ويغلب على ظنه أنه الحق وأنه الصواب ونحن نجزم بأن الصواب بأحد هذه الأقوال فذلك أننا لا نجزم بأن قولنا هو الصواب، ولكن نحن نختار ما يغلب على ظننا أنه الصواب والحق، والنوع الثاني مسائل قطعية فيها دليل قاطع وهذه المسائل القطعية على نوعين الأول: مسائل فيها دليل قاطع المخالف فيها يناقض أصل دين الإسلام كصرف العبادة لغير الله فإن هذا يناقض شهادة أن لا إله إلا الله أو نفي الرسالة عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فمثل هذه الأعمال تخالف أصل الشهادتين فالمخالف يعد مخالفاً لأصل الإسلام، فإن كان لم يصل إليه العلم والهدى والحق فإننا نحكم عليه في الدنيا بأحكام الكفار من جهة عدم الصلاة عليه، وعدم قبره في مقابر المسلمين ونحو ذلك، لكن في أمر الآخرة نقول الله أعلم به فلا نثبت له جنة ولا ناراً، النوع الثاني: مخطئ في مسائل قاطعة لكنها لا تناقض أصل دين الإسلام كمسألة فيها آية من كتاب الله -عز وجل- أو فيها حديث نبوي صحيح صريح مثال هذا سب الصحابة، فإن الصحابة نزلت النصوص ببيان فضلهم ومكانتهم قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، والثناء على الصحابة وبيان مكانتهم فيه أدلة قاطعة فعندما يأتي مخالف فيخالف في هذا الأصل نقول هو مخطئ خطأً جازماً لكن لا يخرج بذلك من دين الإسلام، لأنه لم يناقض أصل دين الإسلام، ولم يناقض الشهادتين، فحينئذ الواجب علينا دعوته وإرشاده وبيان الحق له، ومن وصل إليه الحق ووصل إليه الدليل القاطع ثم بعد ذلك توقف وارتاب فيه فهذا نحكم بأنه آثم، لكن من لم يصل إليه الدليل ولم يعرف الحق في هذه المسائل ليس بتقصير منه فمثل هذا لا نقول حتى بتأثيمه فضلاً عن تكفيره وذلك أن الله عز وجل عفا عن المخطئ وعفا عن الناسي قال تعالى: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}، ومن هنا فالله جعل وعلا لا يعاقب بالخطأ ولو في مسألة قاطعة فيها دليل قاطع.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد