يقول الله تعالى: {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} توالت علينا نعم من ربنا سبحانه فإذا الناس يتباشرون في كل مكان بهذا الغيث المدرار، فرح الجميع وحيت نفوسهم حياة لا مثيل لها{قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ} بعدها استنفرت جميع القطاعات جهودها لبذل كل ما من شأنه المتابعة والرعاية وخدمة الناس كل في تخصصه، جهود تذكر فتشكر وتوالت وتأكدت بعد ذلك التوجيهات الكريمة من المسؤولين ببذل الطاقة للمتابعة والوقوف بجانب المتنزهين، والحديث عن جانب الدور الذي نقوم به في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما هو إلا جزء من كل في جهاز رسمي متكامل مترابط فهو عمل يتأكد في مثل هذه الظروف الرائعة، ويتمثل في عمل الزملاء في المركز بتنظيم العمل، متابعة دقيقة، وتواجد لا يغيب، متمثلاً في توجيه الناس بأن يشكروا الله تعالى على هذه النعمة، شكراً عملياً وقولياً، مراقبة دقيقة للمحافظة على القيم والأخلاق، والسلوك القويم، توعية عامة، وتوجيه حكيم، حضور الزملاء في المنتزهات البرية وحول المتنزهين حضور رسمي شامل، توزيع هدايا من كتيبات وأشرطة، وتعاون مع القطاعات الأخرى حسب المطلوب والاستطاعة والامكانات.

ولعلي أوجه بعض النصائح الأخوية بهذه المناسبة:

- للمتنزهين عامة: خرجتم تأنسون بما أنزل الله تعالى، فليكن خروجكم بنية صالحة، نزهة برية بريئة نزيهة، تغدون وتروحون في أرض الله تعالى تصحبكم ألسن ذاكرة شاكرة، محافظة على الصلاة، وعلى الأخلاق والقيم، والسلوك الأمثل، وتربية صالحة بالقدوة الحسنة للأهل والأبناء.

- للمتنزهين من الشباب: أنتم طاقة وحيوية، المجتمع ينظر لكم بعين ثاقبة، لأن تكونوا السياج القوي الأمين لحفظ الأمن بجميع أنواعه، السياسي والأخلاقي والثقافي، فلا تكن الثغرة من بينكم، فإذا خرجتم للبراري فراقبوا الله تعالى في كل أحوالكم، غض للأبصار، والمحافظة على الآداب العامة، وأن لا نقابل نعمة الله تعالى بمعصيته بالمجاهرة بالمنكرات.

- للمتنزهات من النساء: الستر والعفاف شعار ودثار، والحياء من الدين، والتعرض للأجانب والخروج في الأماكن العامة بدون شرط أو قيد ليس من أخلاق المؤمنين، بالمحافظة على الدين والأخلاق منكن يخنس كل عدو، ويذل كل متربص.

وأخيراً: إن عملنا يمثل حلقة في منظومة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويدخل تحت مظلة الخيرية التي ذكرها الله تعالى في قوله {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ..}الآية.

والله نسأل أن يتابع علينا نعمته وينزل البركة ويجعله غيثاً مباركاً، ويحفظ لنا ديننا، وأمننا، وحكومتنا، وشعبنا، ويكفينا شر أعدائنا.