Al Jazirah NewsPaper Friday  19/12/2008 G Issue 13231
الجمعة 21 ذو الحجة 1429   العدد  13231
حديث المحبة
حقا من المستفيد؟
إبراهيم بن سعد الماجد

في زمن كثر فيه الخير وأبوابه والشر وأبوابه، بات الإنسان في أحايين كثيرة يقف محتاراً أهذا خير أم شر..؟ خاصة عندما يكون ظاهر الأمر خيراً، كأن يقال لك صلِّ على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عشر مرات، وأرسل هذه الرسالة إلى عشرة آخرين عندها ستجد خيراً عظيماً هذه الليلة، وإن لم ترسلها فترقب شراً مستطيراً..!! أو يقال لك لا إله إلا الله كذا مرة وأرسلها كما في الرسالة الأولى..! وأمثال ذلك كثيرة لا تعد.

رسالة من هذا النوع وصلتني من أحد الأصدقاء ولكنه من الأصدقاء النابهين الواعين ذيلها بسؤال بريء يقول: من المؤلف، الاتصالات أم زين أم موبايلي؟ سؤاله لا شك مشروع، وإن كنت لا أعتقد ذلك أبداً، بل أستبعده لكون هذه الشركات ليست في حاجة إلى الضحك على الناس، فناس هذه البلاد أكرم من أن يلف عليهم ويدار بمثل هذا الأسلوب، فرسائلهم تمطر أرض هذه الشركات بملايين الرسائل، بل إنها في ازدياد رغم الأزمات المالية العالمية، فما زادتنا الأزمة إلا مزيداً من الرسائل المدرة ملايين الريالات لشركات الاتصالات زادهم الله خيراً وتوفيقاً.

لكن عنوان هذه المقالة ما زال يبحث عن إجابة من المستفيد لإيهام الناس بمثل هذه الأمور التي ظاهرها الخير وباطنها كذب وافتراء على أهل الشريعة وعلماء الأمة وإن كانوا لم يسندوا القول إلى فلان أو فلان ولكنه أسند إلى هذه الفئة من البشر وهم أهل الدين.. أتباع الكتاب والسنة.

لذا فإن خطر الابتداع الذي حذر منه رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام يحاصر جيل المستقبل الذي فتح له الفضاء التواصل مع كافة الثقافات القريبة والبعيدة، والتلقي من كل أحد يدعي العلم، ولذا فمظاهر الابتداع في مجتمعنا ظهرت في بعض مناحي حياتنا وإن كانت لم تصل إلى الظاهرة المقلقة، ولكن الذي أخشاه مع هذا السيل الجارف من المعلومات المغلوطة والمكذوبة أن يتحول الجيل القادم إلى مجتمع بدعي في أقواله وأفعاله، إن لم نول جانب التوعية الدينية عناية خاصة تتوافق وهذا السيل الجارف من المعلومات المغلوطة.

من أجمل ما وصلني عبر الإيميل رسالة تقول: قبل أن ترسل أي رسالة تصلك توحي بأنها حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتصبح مشاركاً في إثمها إن كان هذا الحديث مكذوباً أدخل إلى هذا الرابط وأدخل ولو كلمة من الحديث الذي وصلك لتجد المعلومة المؤكدة عن صحته من عدمه، جهد بسيط جداً ولكن عظيم الفائدة.

نسأل الله أن يكتب أجر من أرشد إليه.

أختم مقالتي وما زلت أقول: حقاً من المستفيد؟



almajd858@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5968 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد