واعني به رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي: نعم لم نكن نتوقع أن تصدر منك مثل هذه العبارات الخارجة عن الروح الرياضية، وانفعالك بمجرد أن فريقك انهزم من فريق كبير هو الليث الأبيض ناسياً أو متناسياً أن الرياضة فيها فوز وخسارة وبالذات في لعبة كرة القدم، ولابد أن نتقبل هذا الشيء بروح رياضية بعيداً عن استفزاز الآخرين بعبارات فظة نهى عنها ديننا الحنيف حين يأمر المؤمن أن يتجنب الظن السيئ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}(12) سورة الحجرات.
ورغم أن ما قلته في اللاعب: ناصر الشمراني لن يسلبه انتماءه لمنتخب وطنه هذا الوطن الذي تربينا تحت سمائه وأكلنا من خيراته: (قال عليه الصلاة والسلام: لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه).
إذا ومن هذا المنطلق: أذكرك أن أبناء الليث الأبيض لا يجيدون الثرثرة عبر أعمدة الصحف إنما يجيدونها عبر المستطيل الأخضر.. وكذلك فيه من الرجال والشباب من يستطيعون الدفاع عن ليثهم إذا لزم الأمر..
مفهوم النقد الصحيح
في نظري المتواضع أن النقد الصحيح هو ذلك النقد الذي نبحث من خلاله عن الإصلاح والبناء من أجل الصالح العام.. وحين ننقد فلان من الناس فلا بد أن نبتعد عن العبارات الفظة القاسية وعدم جرح مشاعرهم أو خدش كرامتهم.. ولا بد أن يكون نقدنا لفلان من الناس لابد أن يكون بهدوء وعقلانية.
وكما ورد في الحديث الشريف: (الكلمة الطيبة صدقة).
إذاً لابد أن يكون نقدنا خاليا من التشمت والترفع. وقد قال بعض العلماء: (ليكن أمرك بالمعروف بالمعروف. وليكن نهيك عن المنكر بلا منكر).
والنقد البناء يعتبر ظاهرة صحية وخصوصاً إذا كان مبنياً على اساس من الفهم والبعد عن التسرع أو استفزاز الآخرين أو التشهير بهم.
لقد تبادر إلى ذهني أكثر من سؤال؟ هل النقد هو التشهير والتجريح، هل النقد هو التعصب والميول والعاطفة.. هل النقد هو سلب الآخرين مكتسبات انديتهم وتهميش ما حصلوا عليه من بطولات مدعين أن معظمها باطل.
إن هذا هو قمة التعصب وان جاز التعبير سميت هذا النقد المتسرع المرض الرياضي الأعمى..
وهنا تبادر إلى ذهني هذا السؤال؟
ما هو وجه الغرابة في أن يفوز الليث الأبيض على الأهلي؟ ألم يسبق لهذا الليث أن فاز على الأهلي بنصف درزن من الأهداف. وعلى اثر هذا الفوز تمت اقالة الادارة السابقة علاوة على الاحداث التي صاحبت تلك المباراة من قبل لاعبي النادي الأهلي.. وهنا أقول من حق رئيس الأهلي أن يدافع عن ناديه وهذا حق مشروع لك ولغيرك ولكن بطريقة مؤدبة. بعيداً عن استفزاز الآخرين أو خدش كرامتهم بعبارات خارجة عن الروح الرياضية.
وحظ فريقك العاثر أنه وقع بين انياب الليث الابيض: وخيرها في غيرها.
ناصر بن عبدالله البيشي - الرياض