بعد خروجي من بيتك أيتها الغالية اعتراني صمت سرحت معه إلى أيامك معنا مواقفك ووقفاتك..
تخرجني الذاكرة من روعة موقف إلى عظمة تدبير وحكمة.
نفسي لا تهدأ بتساؤلاتها وذاكرتي ما تزال تعرض شريط ذكراك وذكرياتك وبينهما روحي وقلبي يدعوان لك بالرحمة والمغفرة.
كيف لنا أيتها الراحلة العزيزة أن نلاحق سيرة حياتك العطرة وأن نلحق على بقايا عطرها الذي فاح شذاه ليملأ أفاق بيتك العامر في أيام توافد المعزين بوفاتك كانت بلا مبالغة مني جموع وليست جماعات كان الحزن يغطي الملامح والدعاء تلهج به الألسن.
عمتي الحبيبة ما أقسى فراقك وما أصعب أيام ستأتي بدونك حسبنا أننا من سيشعر بها ولكن مثلك سيفقده الكثير ممن نعرف أنهم ينتظرون موعدك معهم يترقبون أبواب بيوتهم ليفتحها لهم زائرة أحست بهم وإنسانة حملت همومهم فلم تغفل أو تتناسى بل ذكرت من يستطيع أن يساعد.
كنت منهج في التدبير وحسن التصرف وكنز في الحكمة وبعد النظر وبلسما داوى جراحا عميقة، وحمامة سلام الفت بين متخصمين كنت قلباً تتدفق منه ينابيع الرحمة معطاة ظللت بجناحيك أسرتك فعاملتي كبيرهم كصغير في حنانك وصغيرهم ككبير بتقديرك.
كم تمنيت أن أرث منك بعض خصائصك وقدرتك على احتواء الجميع أن أكون أم مندل ثانية في عائلتنا ولكن أعلم أنك الأصل الذي لن يتكرر.
رحلت عن عالمنا عمتي أم مندل عبدالله القباع بجسدك الذي ظل يحارب المرض ثمانية أعوام كاملة ست منها كنت على فراشك تتجاوب عيناك مع من حولك فقط بلا كلام ولا حراك رحلت ومكانك سيظل فارغاً سيتعب من أراد أن يسده فقط لأنك أنت أم مندل التي من الصعب أن تتكرر.
اللهم اغفر لها وثبتها على قول الحق وتقبلها قبولاً حسناً اللهم ارحمها واجعل قبرها روضة من رياض الجنة اللهم انزل صبرك وسلوانك على زوجها وأبنائها وبناتها واجبر مصيبتهم وأحسن عزاهم الله اغفر لموتانا وموتى المسلمين أجمعين.