الاستفادة من التراث الثقافي العالمي أمر مشروع لأنه إرث إنساني يتشابه في المعطيات مع اختلاف الثقافات، فالفضيلة بما فيها من صدق وأمانة وإخلاص تتجاذبها ثقافات الأمم مهما اختلفت مشاربهم وبقاعهم وألوانهم، وكل يتعامل معها بقدر ما تمليه عليه ثقافته السائدة، ولكن في الأخير نحن كبشر شركاء في الفضيلة والنجاح وخدمة بني البشر.. فالحضارات السابقة لها حكمها وأمثالها التي تحاكي حضارة هذا العصر، وقد تنطلق مع بعضها البعض، فما تقرأه من حكمة أو مثل قديم أو حديث سواء كان صينياً أو هندياً أو أوروبياً أو أمريكياً تجده مطابقاً لحكم وأمثال عربية يختلف بصيغه وينطبق في المفهوم. وقد قصدت في هذا التمهيد الدخول في الحكمة الصينية القديمة (إذا شعرت أن الحصان الذي تركبه حصان ميت فأفضل استراتيجة هي أن تترجَّل عنه) هذه الحكمة أخذتني إلى قاعدة الحصان الميت وتطبيقها على الإدارات المتعثرة لأسباب مختلفة قد تكون غير معروفة تعصف بالإدارة كإعصار تسونامي فتقضي على أهدافها ويتوقف نشاطها فتخسر إذا كانت مؤسسة ربحية، ويضمر أداؤها إذا كانت مؤسسة رسمية.. ويقال: إن وراء كل إدارة ناجحة مديرا ناجحا، والعكس هو الصحيح؛ فالتركيز على مدير الإدارة أمر مهم لانتشال أي إدارة من بحيرة التعثر؛ فعلى سبيل المثال بدل الترجل من الحصان نستخدم مجموعة من الاستراتيجيات أو البدائل، ومن أبرزها:
1- مناقشة ودعم المدير وزيادة درجة الإشراف عليه لمعرفة أسباب تعثر إدارته وعدم القيام بدوره.
2- البحث عن إدارات مشابهة سبق أن تعثرت وتغلبت على مشاكلها للاستفادة من تجربتها.
3- دعم الإدارة بمتخصصين لإعادة الإدارة إلى مسارها الصحيح.
4- دعم المدير والموظفين في الإدارة بدورات تدريبية في الخروج من تلك الأزمة وإعادة الإدارة إلى طريقها الصحيح لتحقيق أهدافها.
5- من الممكن الاستعانة بخبراء للوقوف مع تلك الإدارة لانتشالها من تلك الأزمة.
6- الدعم المالي لتلك الإدارة لتحديث أساليب آلية الأداء بها وتطوير مستوى الاتصالات والمسائل الشكلية بالإدارة، مثل الإضاءة والأثاث والإنارة إضافة إلى رفع مستوى المكافأة.
7- رفع الروح المعنوية بين العاملين برفع شعار أن النجاح هو إخراج الإدارة من أزمتها والفشل هو الهرب من تلك الأزمة؛ إضافة إلى رفع شعارات أن أقوى النجاحات هو الذي يأتي من الفشل.
8- الاستفادة من تجربة هذا الفشل والنجاح كمرجع استشاري للحيلولة دون حدوث مثل ذلك مستقبلاً أو الاستفادة من تجربة النجاح في إعادة فاعلية إدارة متعثرة.
9- وعند تعثر البدائل المتاحة ننتقل إلى تغيير مدير الإدارة بمدير آخر يحضر معه أجندة جديدة وخطط عمل ذات أهداف قصيرة وبعيدة قائمة على دراسة أسباب التعثر لزيادة مساحة التعديل، وهي الإستراتيجية الأخيرة عند تعثر البدائل السابقة. لذا؛ فإن فشل بعض الإدارات قد يعزى لبعض الأسباب، منها عدم التقدير من الإدارات العليا أو عدم التأهيل الدوري الكافي أو عدم الرضى الوظيفي سواء لدى المدير أو الموظفين أو عدم وضوح أهداف الإدارة إضافة إلى انحراف أهداف المؤسسة من الأهداف العامة إلى الأهداف الشخصية، والتمييز بين العاملين في الإدارة على أساس عرقي أو مناطقي أو قبلي أو مذهبي.. أو توغل الإدارة في البيروقراطية التقليدية أو عدم وجود مساحة كافية من التفويض والصلاحيات؛ لذا فإن سرعة اتخاذ القرار في تغيير الفارس (مدير) الإدارة أو قبول استقالته أو نقله من الإدارة العليا أمر غير مجدٍ إلا بعد التعامل مع بعض الاستراتيجيات البديلة، وذلك بتقصي أسباب تعثر الإدارة والعمل على علاجها؛ حيث دفعني إلى كتابة هذه الأسطر تعليق كل مشاكل الإدارة والمؤسسات على مدير الإدارة دون النظر في أسباب تلك المشكلات، وأسباب تعثر العمل في الإدارة أو المؤسسة خاصة أن بعض الإدارات العليا صاحبة القرار لا يوجد لديها آلية جمع البيانات الموضوعية تجاه الإدارات الدنيا، وهذا لا شك بسبب عدم الشفافية التي تنقص وسيلة الاتصال بين الإدارة العليا والوسطى والدنيا.
drdhobaib@hotmail.com