عُدْ بخفَّي مُنْتَظِرْ
عُدْ بخفَّيهِ، وطِرْ
عُدْ بقلبٍ منكسرْ
عُدْ إلى أرضكَ واجلسْ وانتظرْ
ربما داهمك الغيبُ بأمرٍ قد قُدِرْ
يا أبا الجُرْحِ العراقيِّ تحمَّلْ واصطِبرْ
أنت، منذ ابتدأتْ حربُكَ فينا تَنْحِدرْ
كنتَ في دوَّامةِ الحربِ علينا، تَنْدَحِرْ
كنتَ تُلقي خُطَبَ الموت على الدنيا وفي عينيكَ شيء يحتضِرْ
إنها أحلامُكَ الكبرى على وجهك كانت تنتحِرْ
كنتُ - واللهِ - أراها تَنْدَثِرْ
أنتَ ما سُقْتَ جنوداً حينما جئتَ تُحاربْ
إنَّما سُقْتَ الأفاعي والعقاربْ
كلُّهم يؤمن أنَّ القتلَ والتخريبَ واجبْ
يا أبا الجرح العراقيِّ رأينا ما حَصَلْ
فرأيناه جزاءً كان من جنس العَمَلْ
إنَّه معنى القِصَاصْ
مالكم عنه، وإنْ طالت لياليكم مَنَاصْ
إنَّها حربٌ من الله على كل مكابِرْ
يتمادى غافلاً عنها، ويمضي ويبادر
ويُرابي ويُقامِرْ
وعلى متن الأباطيل يُسَافِرْ
ثم تأتيه النهاياتُ التي يَرْتَدُّ عنها وهو صاغرْ
يا رئيسَ الدولة العظمى يَدُ الظلمِ قصيرَهْ
ونهاياتُ الذي يحتقر الناسَ خطيرَهْ
هكذا يستقبل منَّا وارتحلْ
فخذ النَّعلين منَّا وارتحلْ
بِعْهما إنْ شئتَ في أيِّ مزادٍ وارتحلْ
وإذا كانا على مقياس رجليكَ انتْعِلْ
أنتَ مَّما صارَ - واللهِ - خَجِلْ
غير أنَّ الأمر قد صار كما صارَ عِياناً فاحتمِلْ
هكذا الدنيا - أبا الجرحِ العراقيِّ - لها حالٌ وحالْ
عندنا الحكمةُ قالت:
إنَّما كلُّ مَقامٍ فيه للناس مَقَالْ
ومقامُ الظُّلْمِ قد يَحْسُنُ في منطقه..
رَمْيُ النِّعَالْ.