القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج:
أكد خبراء القانون أن ما قام به منتظر الزيدي مراسل قناة البغدادية العراقية المعتقل على خلفية قذفه الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش بالحذاء أثناء زيارته المفاجئة للعراق قبل أسابيع معدودة من رحيله - لا يعتبر جريمة وإنما جنحة ينظرها القضاء العراقي، فيما اعتبر البعض أن فعل الزيدي مقاومة ودفاع عن النفس ضد محتل دمر بلاده، وحذر القانونيون من تفصيل مواد قانونية تدين الصحفي المعتقل أو محاكمته أمام محكمة أمريكية مؤكدين أنه لا يوجد في نصوص القانون الدولي عقوبة لهذا الفعل كما أن الحادثة وقعت في أرض عراقية ذات سيادة باعتراف بوش نفسه بذلك وعليه فالمحاكمة يجب أن تكون داخل العراق وأمام قضاة عراقيين وطنيين وعدول، حيث اعتبر الدكتور عبدالله الأشعل أستاذ القانون الدولي في جامعة القاهرة أن الواقعة في التوصيف القانوني تعتبر اعتداء على ضيف أجنبي له حصانة دولية ،ولكن في وضع العراق المحتل يعتبر الزيدي مقاوم وفقًا لأن بلده محتل وبوش هو المحتل، وبالتالي يتيح القانون الدولي مقاومة الاحتلال بمختلف الأساليب سواء بالكتابة أو السلاح أو حتى (الجزمة) التي وصفها الأشعل بأنها أحدث وسائل المقاومة.
وأضاف أن القانون العراقي وحده هو الذي له الكلمة العليا في هذه الحالة.
فيما اعتبر الدكتور عاطف البنا أستاذ القانون الدستوري بجامعة القاهرة أن ما قام به الزيدي لا يخرج عن كونه جنحة ولا يُعاقب عليها إلا إذا نصَّ قانون العقوبات العراقي على ذلك، كما أشار إلى أن مسألة إهانة رمز دولة لا يُعتدُّ به منذ فترة، خاصةً في ظلِّ حرق أعلام الدول وترديد عبارات تُمثِّل إهانة لعددٍ من رؤساء دول كأمريكا وبريطانيا وغيرهما، فضلاً عن أن بوش نفسه لم يعتبرها إهانة.
واعتبر مكرم محمد أحمد الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب أن ما فعله منتظر الزيدي كان رد فعل داخلي، يجسد مشاعر الشعب العراقي الذي تعرض للعديد من الانتهاكات والمذابح على يد القوات الأمريكية ونوه مكرم إلى أن الصحفي العراقي كان عليه تغليب تقاليد وقيم المهنة، إلا أنه لم يستطع بسبب ما تعرض له شعبه من جرائم.
وقال المحلل السياسي العراقي المقيم بالقاهرة عبدالكريم العلوجي إن ما فعله الزيدي تعبير عن الشعب العراقي الذي عانى ما عانى من جراء الجريمة التي ارتكبها جورج بوش ضد العراق، وهذا تعبير أيضا لكل مواطن عراقي شريف يؤمن بحرية شعبه.