الحذاء الذي رمى به الصحفي منتظر الزيدي الرئيس الأمريكي بوش حتى وإن أصاب الهدف لم يكن سيسبب له أي ضرر سوى الضرر المعنوي وهذا ما حصل فعلاً! فرمي أي شخص بحذاء يعتبر إهانة وبالتأكيد أن الإهانة ستكون مضاعفة عندما يُرمى به رئيس أكبر وأقوى دولة!! الحذاء أوصل الرسالة ووسائل الإعلام احتفت كثيراً بهذه العملية (الفدائية) التي قام بها صحفي يعرف ماذا يمكن أن يكون مصيره!!
لم يتوقّع بوش أن العراق سيودعه بحذاء لكن هذا ما حصل والرجل يعيش أيامه الأخيرة كرئيس يحتل أسوأ مرتبة بين رؤساء أمريكا وشعبيته في أدنى درجة ليس في أمريكا فقط، بل لدى الكثير من شعوب العالم، وشاهدنا المظاهرات التي تستقبله عند زيارته لكثير من الدول معبِّرة عن عدم الترحيب به وواصفة إياه بأبشع الصفات! لكن هذه الصورة السيئة التي ترافق السيد الرئيس في حلّه وترحاله لم تمنعه أن يؤدي واجبه كرئيس دولة مرَّر كل أهدافه الشخصية والإيديولوجية والأهداف السياسية لدولته، ورغم كونه كتلاً من الأخطاء والخطايا تمشي على الأرض إلا أنه مارس وسيمارس دوره إلى اليوم الذي سيسلِّم فيه مفاتيح البيت الأبيض لخليفته أوباما! (الحذاء) الذي رُمي به بوش لم يكن سوى أداة عبَّر من خلالها صحفي تلفزيوني عن مشاعره كمواطن عراقي واجه مباشرة الرجل الذي كان خلف احتلال بلده وقتل وشرَّد الآلاف من شعبه! ولكن لماذا يضطر صحفي أن يعبِّر بحذائه بدل أن يعبِّر بقلمه وكاميرته في زمن (عراق بوش) الذي غزا العراق ليصدِّر له الديمقراطية التي جعلت شعبه يرفلون الآن في نعيم تحسدهم عليه دول العالم!! الجواب (الشافي) نجده في رد السيد بوش على سؤال الصحفيين له عندما قال إن الصحفي فعل ذلك لأنه يشعر بالحرية!! وأعتقد أن هذه المعلومة كانت غائبة عن العراقيين وأن الإعلان عنها جاء متأخراً لأنهم لو كانوا يعلمون أن رمي الحذاء حرية لن يعاقب فاعلها فلربما امتلأت المنصة التي يقف خلفها السيد بوش، بل حتى المنطقة الخضراء بملايين الجزم!!
alhoshanei@hotmail.com