بين أشجار الغضا في أرياف عنيزة حيث الأجواء الشتوية الرائعة بمعطياتها الأخاذة وإن لم تكتمل مقومات ربيع الصحراء بعد؛ إلا أنها من أعذب أيام إجازة العيد أمضيتها هناك ضمن رحلة عائلية وجد فيها الجميع عناصر السعادة والمرح، بكرم الريف وعنفوان الصحراء وطيبة وأصالة أهالي تلك المدينة الجميلة الهادئة الواعدة بمستقبل سياحي أرحب وأكمل، وهذا ما يلمسه الزائر من حسن التنظيم والنظافة الشاملة، وقد أحسنت البلدية حين عمدت إلى توزيع المخيمات بمنطقة الغضا وهيأت الخدمات للمتنزهين وشددت الرقابة على ضرورة الالتزام بشروط السلامة والنظافة، غير أنها فيما يبدو بحاجة لدراسة أسعار تأجير المخيمات التي (قالوا عنها) إنها تتصاعد بدرجة لا يحتملها كثير من راغبي المتعة البرية، ولاحظت انتشار مفهوم سائد لدى سكان عنيزة وهو أن التخييم له متعته وأدواته بعيداً عن المحطات الفضائية لذلك لم أشاهد صحناً لاقطاً وأكدوا لي بأن هذا من النوادر في المخيمات حول عنيزة وضواحيها، و(العوسجية) يسميها الناس هناك (العوشزية) وأعتقد إما أنه خطأ شائع أو أن للأهالي هناك رأيا آخر بمعنى أنها لا تنسب لشجر العوسج الظاهر بساحاتها كما فهمت، لكنها بحيرة تحوي كميات من الأمطار وتخزنها لفترة طويلة مكونة منتجعاً سياحياً مزهراً مخضراً ترتاده مئات الأسر يومياً لإشباع الأنفس والعيون بسحر الطبيعة.
