في مطلع الثمانينات الهجرية توفي والدي، وكان موظفاً في وزارة الدفاع والطيران، وعند إنهاء معاملة صرف راتبه التقاعدي لورثته وهم: أمٌّ وزوجةٌ وطفلٌ، ظهرت مشكلة إدارية عطّلت المعاملة تمثّلت في ضياع أوراق ترقيته إلى مرتبته الأخيرة، حيث أصرّت الوزارة على استرداد فروقات المرتبة الجديدة من الورثة الذين لم يكونوا يملكون شيئاً، بل إنّ تأخر المعاملة كان يمثل لهم عبئاً لا يعلم أثره إلاّ الله تعالى! ورغم وقوف عدد من المسؤولين في الوزارة آنذاك بجانب الورثة، ومحاولتهم الإسراع في إنهاء المعاملة، إلاّ أنهم لم يستطيعوا فعل شيء أمام بيروقراطية ربما لا يصدق أحدٌ بطء سيرها، وتعقيد إجراءاتها!