Al Jazirah NewsPaper Thursday  11/12/2008 G Issue 13223
الخميس 13 ذو الحجة 1429   العدد  13223
المرأة في فكر خادم الحرمين
منصور بن صالح اليوسف

لا شك أن المرأة حاضرة في فكر وعقل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-.. وهذا الموقف الثابت ليس غريباً منه فبالإضافة إلى أنه ولي الأمر الأول في هذه البلاد فهو أب وأخ وزوج للمرأة.. وقد كان حديثه واقعياً وصائباً في جلسة مجلس الوزراء المنعقدة في 5-11-1429هـ حول الاهتمام بقضايا المرأة وحفظ حقوقها ومنع أي عنف قد تتعرض له وضرورة ترجمة ذلك إلى مشاريع وأنظمة جديدة مع تفعيل الأنظمة القادمة.

إن خادم الحرمين الشريفين لم ينطلق من فراغ عندما أمر بتطوير القضاء حيث أمر برصد سبعة آلاف مليون ريال لتطوير القضاء وجعله أكثر كفاءة وأقدر على حل القضايا التي تعج بها المحاكم الشرعية وبخاصة الأسرية منها.

إن المرأة هي الحلقة الأضعف في الغالب في القضايا الأسرية لأن الرجل سواء كان زوجاً أو أباً لديه من الخيارات ما يكفي لكي يمارس ضغوطه وينتزع حقوقه المشروعة وغير المشروعة من المرأة وبالتالي يحقق أهدافه وغاياته.

ولو أخذنا أمثلة على بعض الحالات الجائرة التي يمكن أن تتعرض لها المرأة لوجدنا المجال لا يتسع لذلك.. لكن أورد بعضاً منها على سبيل المثال وليس الحصر: فهناك قضايا الحضانة والإنفاق والتعليق والحرمان من التعليم والميراث والإجبار على الزواج أو منعها منه والاستيلاء على الراتب إذا كانت عاملة علاوة على العنف والاضطهاد الذي يمكن أن تتعرض له.. ولا يختلف اثنان في أن هذه القضايا موجودة في مجتمعنا وتُمارس على جميع المستويات الاجتماعية.

ولو بحثنا عن أسباب هذه المشكلات لوجدنا أنها عديدة فمنها: الجهل والعادات والتقاليد وضعف الوازع الديني لدى البعض.. كما أن مجتمعنا مجتمع محافظ ولا يحب أن يصل الأمر إلى المحاكم ويفتضح أمره كما يعتقد البعض.. إضافة إلى ذلك فإن طول الإجراءات وتعقيدها وضياع الوقت في الأجهزة المعنية ساهم إلى حد كبير في طغيان هذه المشكلات.. ولا يمكن إغفال الجانب المادي الذي أغرى البعض وجرَّده من القيم الدينية والأخلاقية والاجتماعية.. كما لا يُمكن إغفال أمور أخرى كالمسكرات والمخدرات والمغريات العصرية الأخرى.

إن خادم الحرمين الشريفين وانطلاقاً من تحكيم الدولة لشرع الله فهو يعرف تمام المعرفة أن حقوق المرأة قد كفلها الدين الإسلامي الحنيف ويريد أن تطبق تلك الأنظمة الشرعية سواء في المحاكم أو غيرها من المؤسسات، لكن بكفاءة وفاعلية تستطيع المرأة من خلالها أن تحصل على حقوقها المشروعة بأبسط الطرق وأسهلها وأن تقدر ظروفها من حيث كونها امرأة لا تستطيع قيادة السيارة ولا الخروج من منزلها إلا معها محرم في الغالب.. وكلنا يعرف أن المرأة أكثر عرضة للمخاطر من الرجل عند تعرُّضها للظروف الأسرية الصعبة.. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

- عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد