خواطر شعرية في رثاء العم الوالد الشيخ عبدالله بن إبراهيم الجديعي، رحمه الله رحمة واسعة، الذي ووري الثرى عصر الجمعة المباركة 23-11-1429هـ، وعمّي (أبو عليّ) بِحقٍّ أكبرُ من أنْ أحيطَ بهِ بِشِعري، أو أبلغ ذِكْرَ صفاتِهِ بنَثري، ولكنّها أبياتٌ أعَزّي بها ذوي العم الراحل من الأبناء والبنات والأسرة كافّة، وأخصُّ بالعزاءِ والدي الكريم (عبدالله الغانم السماعيل) الذي هو للعم الراحل صِنوُ روحِهِ، وشقيقُ نَفْسِه، فَرَحِمَ الله العمّ (أبا عليّ) رحمة واسعة: |
رأيتُكَ أكبرَ من بيتِ شِعْرٍ |
وأكبرَ مِنْ دمعِ عينٍ هطول |
فَحُبُّكَ حلَّ سويداءَ قلبي |
وما المستعارُ كَسيفٍ صقيل |
تلقيتُ نعْيكَ عمّي مساءً |
فَجاشتْ شجونٌ بِلَيلٍ طويل |
(أبو غانمٍ) كيفَ أقوى لديهِ |
لأخبِرَهُ موتَ عمّي الجليل |
تلَعْثَمْتُ فجْراً بِنُطْقٍ شديدٍ |
وما كدتُ أفْصِحُ فيهِ بِقِيل |
ب(آمنتُ باللهِ) ردَّ جواباً |
وما زادَ شيئاً لِهَوْلِ المَقول |
وإنّيَ لمْ أرَ قطُّ بعِيني |
مُحبّينِ ظلاّ بِحُب نبيل |
كَحُبِّكَ عمّي وحُبِّ أبينا |
تناقلْتُما الوُدَّ جِيلاً لِجيل |
هوى والدِي نحوَ جُثمانِ عمّي |
وقبَّلهُ قبْلَ وقتِ النّزول |
وهلَّ الدموعَ عليهِ وجاءتْ |
دموعُ المحبِّ كَنورِ الدليل |
فللهِ ما مرَّ مِنْ ذكرياتٍ |
طوَتْها السُّنونُ كَطَيفٍ عجول |
مُحبُّوكَ جاؤوكَ مِنْ كلِّ صَوبٍ |
وأدُّوا صلاة بيومٍ مهول |
أتى نحْوَهُ الناسُ شتّى حَزَانَى |
ليبكوكَ عمّي بيوم الرحيل |
تزَيَّا أُناسٌ بِأثوابِ زُورٍ |
وعمّيَ باقٍ كَثوبٍ أصيل |
حكيمٌ مهيبٌ نصوحٌ لِربّي |
ترى كِلْمَةَ الحقّ وِفْقَ النّقول |
رأيتُكَ كالطّودِ دونَ اغترارٍ |
وكمْ لغرورِ الدُّنا منْ قتيل |
بَدَوْتَ بِدنياكَ يا عمُّ نَجْما |
أحانَ أيا عمُّ وقتَ الأفول |
فَلَستُ أيا عمُّ أُوفيكَ حقّاً |
ولو جاءَ شعري كَمدِّ السّيول |
بِيومٍ فضيلٍ دُفِنتُمْ فَبِنْتُمْ |
فَرُحْماكَ ربّ ليوم ثقيل |
أيا ربّ أكرمْ لنا خيرَ عم |
ونَعِّمْهُ يا ربّ في السّلسَبيل |
وأسكِنْهُ يا ربّ جنّاتِ عدْنٍ |
بِقَصْر مشيدٍ وظِل ظليل |
وما متَّ عمّي لِمِثْلِكَ ذِكْرى |
صَنيعُكَ باقٍ بِذِكْرٍ جميل |
|