إن العمل لأجل شيء لم يأت إلا للحاجة الفعلية.. فالأكثرية من حكومات دول العالم يعلمون أن النمو السكاني في الآونة الأخيرة أصبح في ازدياد، وعجلة التنمية من بنية تحتية ووضع لبنة الاقتصاد ومواجهة تحديات ومغريات العالم من تكنولوجيا وثورات متقدمة هي ما يوجس داخل شريحة المجتمعات بمختلف التيارات الموجودة.
المواطن لأجله وضعت الأنظمة والقوانين.. قواعد شرعية موجودة منذ أكثر من 14 قرناً وننعم بوجودها ومتعايشة فيما بيننا، وهناك أنظمة وضعتها الدولة -حفظها الله- تصب مصلحتها للمواطن لكي توفر له الكثير من الراحة، ولو لاحظنا كثيراً مدى التغيرات التي حصلت بعد إنشاء مستشفيات وطرق ودوائر وأجهزة حكومية.. التزايد الحاصل في أعداد السكان استدعى ذلك.. والحكومة -أيدها الله- لديها إدراك بذلك.. فمناطق المملكة بمحافظاتها توفر بها كثير من الأجهزة الحكومية من مستشفيات ومدارس وخدمات للمواطن التي يحتاجها.. والعاصمة الحبيبة الرياض.. عاصمة قفزت كثيراً من خلال خطة معتمدة ومشاهدتنا لها باحتضان كثير من المؤتمرات والندوات.. بل أصبحت ملتقى للكثير من المفكرين والأدباء.. حتى الندوات الاقتصادية والمحاور احتضنتها العاصمة الرياض.. وضاهت الكثير من العواصم التي سبقتها كثيراً من الحضارة وعجلات التنمية.. إن ما تحتاجه العاصمة الرياض في الآونة الأخيرة هو توسع بعض من أجهزتها الحكومية التي يحتاجها المواطن كثيراً وتأتي (الأحوال المدنية) من الأولويات التي لا غنى عنها ويحتاجها الجميع من الجنسين (ذكر وأنثى).. نعلم أن هناك إدارة واحدة فقط لمدينة الرياض وهي موجودة في شارع (الوشم) وهي مليئة جداً بالمراجعين.. ونعلم كثيراً أن الأحوال ليست كما كانت منذ قبل من تأخير إصدار البطاقة ودفتر العائلة، وهناك تقدم واضح وملحوظ يُشكر عليه المسؤولون القائمون عليها.. لكن هناك من يأتي من شرق الرياض وغربها وشمالها وجنوبها.. يأتون لكي يراجعوا الأحوال المدنية لاستخراج دفتر للعائلة أو بطاقة الأحوال أو ما يخص الأسرة.. والرياض كما نعلم أنها أصبحت متسعة ومتطارفة الأبعاد، وينبغي على المراجع أن يهم بنفسه منذ الصباح الباكر، وينبغي عليه أن يتواجد الساعة السابعة ويذهب للدائرة المخصصة مع الزحام المتواجد من خروج الموظفين والمدارس، وبعدها يقدم أوراقه بعد انتظار في الصالة المخصصة بوجود أرقام يتعدى تسلسلها الثلاثمائة!! كل شخص منا يحتاج الأحوال المدنية، ومع تعدد الفروع وتوزيع فروع الأحوال المدنية على أطراف مدينة الرياض سوف تتقلص المشكلة بنسبة كبيرة جداً.. فرع للأحوال لشرق الرياض وغربها وشمالها وجنوبها.. سوف تقل معاناة المواطن وسوف يقل الضغط الحاصل على موظفي الإدارة الرئيسة.. حتى مواقف السيارات لا تُوجد.. والسيارات المخصصة لسحب السيارات (السطحة) موجودة وتنتظر، والوعد حجز لبن!! ومكتب المواليد أيضاً نفس الإشكالية.
والجوازات لا تقل أهميتها عن الأحوال المدنية.. فهي ما يحتاجه المواطن وكذلك إخوتنا المتواجدون العرب والعمالة الوافدة بمهن مختلفة.. فعند قرب الإجازة الصيفية لاحظوا الكم الهائل جداً من المراجعين لاستخراج جواز أو تجديد أو فقدان وغيرها الكثير.. واستخراج الإقامات أيضاً له نصيب أكبر للمراجعين (المعقبين) فلو وزعت فروع للجوازات بأكثر من فرع على مدينة الرياض لذهب العناء وقلَّ الزحام.. فأكثر الزملاء أفادوني كثيراً عند مراجعتهم للجوازات بأنهم لا يستخدمون وسيلة المواصلات عبر سياراتهم، لكنهم يستعينون بسيارات الأجرة (الليموزين) معللين ذلك بعدم وجود مواقف كافية وكفيلة لكي تتم مراجعتهم بسهولة أكثر! كذلك مكاتب العمل لها نفس المعاناة.
والتوجه الذي قامت به وزارة العدل بافتتاح فروع متعددة (لكتابة العدل) خير دليل على القضاء على معاناة الشهود وتجديد الوكالات وغيرها.
فنتمنى من القائمين والمسؤولين أن ينظروا لهذه المسألة من افتتاح فروع للأحوال المدنية والجوازات ومكتب للعمل.. لكي نقضي على الازدحام والتذمر الحاصل!
s.a.q1972@gmail.com