الشهادات العليا المدفوعة الثمن والدكتورة المزيفة التي تباع على الأرصفة... تعليقات.. ومقالات.. ورسوم كاريكاتورية.. مذهلة في فكرتها وأسلوبها.. ولكن لو تأملنا قليلاً لوجدنا تجاوزاً كبيراً... حيث إن التعليم عن بعد ومواصلة الدراسات العليا بالمراسلة أصبح ضرورة من ضروريات العصر التقني الذي كثرت أعباؤه ومتطلباته وأصبح اليوم فيه بدقيقة، والجميع يخطط ويعمل ليأتي يوم ويكون تعلم المرحلة التمهيدية والابتدائية عن بعد أيضاً..
وأصحاب الهدف وراغبو التطوير وزيادة المعرفة من الكبار في الغالب لديهم كم من المعلومات من جراء طبيعة أعمالهم وقراءتهم الخاصة وخبراتهم الميدانية للأسف نجدهم وقد صقلتهم تجاربهم مقيدين بالطرق التقليدية للدراسات العليا من شروط ومطالب ووقت طويل بلا حاجة وربما تدخل المحسوبية في تقديم بعض الدارسين على حساب البعض الآخر أو أن تكون برسوم أو مسائية، فيما يحرم الموظف أو الموظفة من حقهم في التفرغ، فيتحمل أعباء مالية وجسدية وزمنية، ليضيع ساعات من عمره في دراسات نظرية عقيمة وبحوث ودراسات لا يحتاجها الوطن اليوم، ولا أفراده ولا العالم بأسره..
فلما هذا التحيز وتحديد جامعات معينة تُقبل شهاداتهم وجامعات أخرى لا تُقبل وربما يقابل حاملها بالهمز واللمز؟؟.. ألستم معي بأن هناك من الجامعات المرموقة المعترف بها مقبولة الشهادة تخرج منها كوادر ضعيفة وغير مؤهلة، ألستم معي أن هناك من درس واجتاز الامتحانات وربما حصل على تقدير عالٍ وهو لم يقدم مشروعاً من صنع يده وأمهات أفكاره بل ولم يقرأ حرفاً في مادة تخصصه، فلا فلح في وظيفة حكومية، ولا قبلته شركة خاصة، نحن هنا لا نسيء للجامعات وتأهيلها فربما الخطأ من أفراد ولكن إن كان هناك من يسرق حق غيره أو يغش في الامتحان أو يقبل بواسطة ما أو يحمل شهادة من غير تأهيل من جهة معترف بها أو غير معترف بها موجود في كل مكان وزمان وهذا عائد لنفسية وإيمانيات كل شخص وما ضمنه قلبه من نية هي بينه وبين الله وسيأتي يوم وتنكشف النوايا ويحاسب كل شخص عما اقترفت يمينه.
لكن الذي أود طرحه للعصرين ولراغبي المصلحة العامة هل كل الجامعات الخارجية تبيع الشهادة لطالبي (الدال) وهل من يمنح الشهادة الدراسية بالمراسلة لم يكلف الطالب بأعباء ومتطلبات وبحوث.. لعلنا نتأمل... لقد وجدت اختلافاً وتبايناً كبيراً من المطروح، فالبعض صحيح ما يشاع عنها وبالإجماع يقال فهي تمنح الشهادات بلا جهد يذكر أما البعض الآخر منها على العكس تماماً فهناك مقررات علمية متعددة تناسب المرحلة والتخصص يجب اجتيازها، وهناك بحوث يجب إعدادها، وهناك اختبارات تقييمية لا بد من دخولها.. فما الذي يضرنا والوقت يمضي كالبرق أن يفتح المجال، وتشكل لجنة تضع الضوابط للجامعات التي تريد أن تقدم التعليم العالي عن بعد عندنا، والتي يجب أن تراعي فيها بالضرورة أن تكون متوافقة وعصرية ثم تقييم التجربة، ومدى نجاحها، وتقيم النتائج وتطور مرحلياً، كل هذا تحت مظلة وزارة التعليم العالي بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، وبالتالي سنوجد حلاً وحداً لهذا الزخم الدراسي، ووصف العلم بالتجارة والتشكيك بالآخرين، كما سنوجد حلاً وحداً لهذا الزخم الدراسي، ووصف العلم بالتجارة والتشكيك بالآخرين، كما سنوجد حداً للاستهزاء بهذه الشهادات، ولا ننسى أن نسأل أصحاب الشأن... هل أبواب الجامعات المحلية عندنا مشرعة والمقاعد متوفرة لكل طالبي الدراسات العليا أو حتى أغلبهم ومن المائة كم يقبلون سؤال لا يحتاج إلا إجابة وإنما إلى دراسة موضوعية ننتظر نتائجها المبهرة قريباً بعون الله..
haya.d.2007@gmil.com