تتربى المرأة السعودية على ثقافة التبعية للرجل منذ نعومة أظافرها حتى إذا ما كبرت وجدت نفسها في تبعية مطلقة لذلك الرجل سواء أكان أبا أم أخا أم زوجا أو حتى مسئولا في جهة عملها.
والمشكلة أن المرأة السعودية اعتادت على تلك التبعية والتي وصلت إلى حد التواكل على الرجل والاعتماد عليه في أمور كثيرة ما نتج عنه جهل المرأة السعودية بكثير من أمور الحياة العامة والتي لن تدرك جهلها بها إلا إذا غاب عنها ذلك الرجل المسئول عن شؤونها ووجدت نفسها في مواجهة أمور لا تستطيع التصرف أمامها حيث تصبح في حالة من الشتات والضياع والوحدة.
ولعل طريقة عبور المرأة السعودية الشارع فيه دلالة على ذلك التواكل الذي فاق الحدود والذي خصت به المرأة الرجل.
أكاد أجزم أنه ليس هناك قائد مركبة لم يشاهد حالة الارتباك التي تظهر على كثير من السعوديات اللاتي يردن عبور الشارع حينما تكون إحداهن برفقة زوجها أو أبيها أو أي من محارمها حيث يبدو واضحا على الفتاة أو السيدة السعودية أنها تتواكل على الرجل الذي يكون بصحبتها في عملية عبور الشارع تماما كما هو حال الأعمى الذي يعتمد على من تكفل بمساعدته لعبور الشارع. هناك نسوة لا يكلفن أنفسهن مجرد النظر إلى المركبات حينما تكون إحداهن مع أحد من محارمها حيث أن نظرات تلك الفتاة أو تلك السيدة تكون موجهة لمحرمها والذي إن ظل واقفا على الرصيف وقفت معه وإن عبر الشارع عبرت معه حتى وإن كان عبوره خاطئا قد تكون نتيجته اصطدام المركبة به وبمن معه!! وهذا ما يخلق تلك المواقف الطريفة التي تحدث على الطرقات حينما تهم سيدة سعودية بعبور الشارع حيث يظهر عليها أنها تعيش حالة من الارتباك وعدم حسن التصرف.في المقابل نجد أن السيدة غير السعودية تكون أكثر ثقة بنفسها وهي تعبر الشارع لأنها تعلم أنها المسئولة الأولى عن حياتها.الفتاة السعودية تصطدم بواقع الحياة ما إن تتخرج من الجامعة وتبدأ رحلة البحث عن الوظيفة حيث تفاجأ بقلة مجالات عمل المرأة وتكتشف في الوقت نفسه جهلها التام بأنظمة المجتمع بمؤسساته الحكومية والأهلية.ولننظر كيف تتصرف كل زوجة سعودية تواجه العنف من زوجها أو تعاني تقصير الزوج في أداء حقوقها وعندها سنعلم أن الزوجات السعوديات على جهل تام بحقوقهن وبطرق المطالبة بتلك الحقوق إلا من رحم الله منهن ونصرها بوجود من يأخذ بيدها إلى حيث النجاة مما يقع عليها من عنف أو ظلم.
وليس حال الموظفات في الأقسام النسائية بأحسن حال من غيرهن من السيدات اللاتي أثرت عليهن تلك التبعية للجنس الذكوري حيث لا صلاحيات لديهن ولا حق يملكنه للبت في الأمور دون الرجوع للأقسام الرجالية!
على المجتمع أن يعمل من الآن على إعداد جيل من الفتيات السعوديات يستطعن الاعتماد على أنفسهن ليس فقط في عبور الشارع وإنما في تسيير أمور حياتهن العامة والتي تتطلب من كل إنسان أن يكون على دراية كاملة بما يجري حوله في هذا العالم الفسيح والذي لن يكون للمتواكلين فيه أي مكان.
fauz11@hotmail.com