لم تكن الكلمات غائبة لتصف مشاعر البهجة والسرور والإمتاع في ذلك اليوم.. لا يحتاج القلم لوقفات طويلة ليصطاد عذب المعاني.. ولم تبتعد سماء المحبة عن جو ذاك اليوم.. كنت من ضمن المحظوظين في زيارة محافظة الرس يوم السبت الموافق 1-12-1429هـ أول أيام العشر المباركة.. وبالفعل كانت مباركة بروح أهل الرس الودودة.. وحسن استقبالهم.. وسمو حفاوتهم.. جاءت محطتنا الأولى في مخيم الضيافة بالقشيع والتحديد القشيع الغربي وبين صخور الجبل العريق وشموخ علوه الجذاب.. وسماء ذلك اليوم النقي الذي لا يحتاج إلى قطرات الندى لتبدي صفاءه.. ولا إلى رياحين الورد لتعطر مناخه، فقد كان معطراً نقياً في بشاشة أهل الرس حينما اصطفو للسلام على ضيوفهم من أهالي عنيزة.. بعدها استقر بنا المطاف في خيمة الضيافة، وفيها تبودلت كلمات الترحيب وعبارات الشكر من الجانبين ولم يخلُ جو المحبة من القصائد العذبة التي أشعلها شاعر الرس وأديبها الأستاذ عبدالله الكدري (أبوتركي) حيث كانت مثار إعجاب الحضور، وعلى وجه الخصوص جماعتنا أهالي عنيزة.. وما أجمل أن تتناول طعام الإفطار مع الصائمين من علو جبل القشيع.. وبعد الإفطار تحركت القافلة إلى باقي المحطات المبرمجة في تلك الزيارة، وفي هذه المرة رافقنا سعادة المحافظ الأستاذ الفاضل خالد العساف للتعريف بالمعالم والمواقع التي تمر بها القافلة وسانده في تلك الرحلة الشاعر الكدري.. توقفنا في محطة برج الشنانه وتعرفنا على تاريخ البرج والحروب التي دارت حول البرج بتعريف موثق من الأهالي.. وعلى الرغم من عددنا الذي يتجاوز الخمسين شخصا إلا أنه لم يتمكن أحدنا من تحقيق الجائزة المحددة لمن يصعد البرج.. وتنوعت الأعذار بين الخوف وتقدم العمر وارتفاع البرج وأعذار أخرى ليس لها علاقة بالشجاعة البدنية.. تحركت القافلة بعدها إلى مركز الهويات مروراً بنادي الحزم وتوقفنا في السوق جوار الجامع الكبير لأداء صلاة العشاء والاطلاع على أحد معالم العمارة الإسلامية المميزة؛ حيث كان الجامع بالفعل تحفة معمارية جديرة بالزيارة والتزود من جمال وفن معمار المساجد.. وللتذكير فإن الجامع تم بناؤه على نفقة الشيخ الفاضل العذل بكلفة 12 مليون ريال.. وبعد صلاة العشاء توجهنا إلى قرية المراجيح واستمتعنا بما فيها من تحف أثرية ومخطوطات قديمة وطراز تقليدي للمساكن القديمة. وبعدها توجهنا إلى مركز رؤية للدراسات والاستشارات وأتحفنا الدكتور إبراهيم الدويش بما يقدمه المركز من أعمال تخدم الصالح العام وبعدها داخل سعادة محافظ عنيزة المهندس مساعد السليم بكلمة حملت في مجملها الكثير من معاني الإشادة والانبهار بما تم الاطلاع عليه أثناء الرحلة.. ثم توجهنا إلى محطتنا الأخيرة منزل سعادة محافظ الرس الأستاذ خالد العساف؛ حيث كان في استقبالنا والده الفاضل منصور العساف؛ حيث كانت الحفاوة أبلغ من الوصف ومعها ظهرت قلوب أهل الرس الودودة وروحهم الشفافة، واستمرت تلك الروح في كرم الضيافة ولم يبقَ في أجواء المنزل مساحة إلا وتعطرت بلون الوفاء وروح المحبة وكرم الضيافة.. إنها رحلة استوفت كل الرغبات.. واحتوت كل المشاعر وجمعت كل القلوب على روح التواصل.. غادرنا ونحن محملين بالكثير من المنافع لتلك الزيارة.
وإلى لقاء محبة آخر..
وكيل بلدية عنيزة للخدمات
WAKL_K@yahoo.com