اهتم العالم خلال الأيام الفائتة بالمبادرة العالمية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجهوده المخلصة في إنجاح مؤتمر حوار أتباع الأديان والثقافات، حيث اكتسبت المبادرة تأييداً عالمياً لفت أنظار زعماء العالم ووسائل الإعلام إلى ضرورة التركيز على الأخلاق والقيم واستبعاد صراع الحضارات، وقدمت جهود الملك عبدالله إسهامات مهمة على طريق تعزيز سبل الحوار والسلم.
ولقيت مواقف المليك وكلمته التي ألقاها في المؤتمر الذي عقد بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك ترحيباً واسعاً وإشادة عالمية وعربية وإسلامية، واكتسبت تأييد ودعم العديد من زعماء العالم، وقال عنها الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته الثانية جورج دبليو بوش: إن خادم الحرمين استطاع أن يقودنا ويقنعنا بالاجتماع والتحدث حول الإيمان.. كما علق الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري على كلمة خادم الحرمين ومبادرته لعقد مؤتمر حوار الأديان بالقول: إن كثيراً من الناس يتحدثون عن تنفيذ الأعمال وأنت تقوم بها دون حديث.. وأن اتخاذك يا خادم الحرمين هذه المبادرة أعاد النهج الإسلامي العظيم في التسامح والتكامل.. وبالفعل فإن من يتابع جهود المليك يلحظ أنه يحب الأعمال والتنفيذ والخطوات الجادة وليس الحديث للاستهلاك الإعلامي أو السياسي، لذا نجد مبادراته ترى النور على وجه السرعة. ومما جعل هذه المبادرة تحظى بالإجماع الدولي التقدير من مختلف القادة والسياسيين والمؤسسات الدستورية والتشريعية أنها ترسخ لمبدأ سيادة الكلمة وليس البندقية وأنها تمنع التعصب والانعزال، وتسهم في تطويق التطرف والعنف ونبذ العدوان..
فقد سعى المليك -وليس غريباً عليه ذلك- إلى إرساء دعائم الحوار والتفاهم المشترك من أجل تصحيح الصورة والتصور وفتح المجال واسعاً أمام التعاون والاستقرار الدولي، وصد الأبواب أمام الصدام والصراع والظلم والاعتداء، وبث روح التعايش السلمي وإبراز القواسم الجامعة، والاعتدال وتعزيز التعدد الإيجابي وتعميق المصالح المشتركة.
وتبرز عبقرية المليك من وراء هذا التوجه في أن هذه الخطوات تقود إلى الاستقرار، والتنمية، وإسعاد البشرية، لأن النماء يتوقف في ظل الحروب والعداء والصراعات والاضطرابات.
لقد عودنا المليك -حفظه الله- أن تكون لديه الخطط والمبادرات لحل مختلف القضايا.. ولا أظن ذاكرة العالم قد نسيت مبادرات الطائف، ومكة المكرمة، والمبادرة العربية.. وكلها جهود قدمتها المملكة إسهاماً منها في تحقيق الاستقرار والسلم الدوليين، وما زال خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- لديه الكثير من الرؤى والأفكار التي يمكن أن تسهم في حل العديد من مشكلات العالم، إذا ما أتيحت الفرصة لأهل الشأن أن يستفيدوا منها.
حفظ الله ملكنا المفدى وسمو ولي عهده الأمين، وأدام الله نعمة الأمن والرخاء والاستقرار على بلادنا وسائر بلاد المسلمين وسدد على طريق الخير خطى مملكة الإنسانية وجهودها الرامية لتحقيق السلام الدولي.
الرياض