نحن نعرف أن منطقة النهضة هي حي سكني راقٍ في شرق الرياض وقد (نهضت) بها فلل أنيقة راقية وحديثة التصميم كما أنها هي التي تعكس صورة حضارية لكل سالكي طريق (خريص) الذي يعتبر أحد شرايين المواصلات التي تؤدي للرياض وإليها وتعتبر (النهضة) إحدى مشارف (رياضنا) الجميلة ولكن المؤسف حقاً هو أن الناظر إليها أو الذي يقف عند إشارة شارع سلمان الفارسي الذي يعتبر هو الطريق الأساسي إليها القادم من طريق خريص، أقول إنه من المؤسف أن يلحظ العابر سوقاً (عشوائياً) للماشية في مدخل المنطقة إذ يتجمع هناك وبطريقة مخالفة لا تعبأ بأوامر بلدية الروضة التابعة إلى أمانة منطقة الرياض والتي تعاني معاناة ذريعة من باعة الماشية (الأغنام على وجه الخصوص) إذ ما إن تأتي دوريات المراقبين حتى لاذ أولئك الباعة بالفرار حيث تصعب آنذاك مطاردتهم ولربما كما حدث أكثر من مرة أن تساقطت الأغنام من (وانيتات) الباعة المخالفين أثناء المطاردة مما قد يسبب حوادث مفاجئة لأصحاب السيارات التي تقاد في تلك المنطقة، كما أن هنالك مشكلة أخرى أكثر خطورة من المشكلة الأولى وهي تتعلق ب(صحة المواطنين) إذ تنبعث من ذلك المكان روائح كريهة لا تطاق تزكم أنوف سكان الحي القريب منه بل تؤثر على صدور أطفالهم وتنقل لهم الأوبئة والأمراض التي تنتقل من تلك الأغنام إلى أولئك السكان لاسيما إذا ما عرفنا أن الأغنام في الآونة الأخيرة أصبحت تحمل أمراضاً خطيرة لا سيما الحمى القلعية وحمى الوادي المتصدع والبروسيلا وغيرها من الأمراض التي تؤدي إلى الموت، ومن هنا يحق لنا التساؤل الذي لا يقل خطورة عن تلك الأمراض والسؤال هو أولاً من سمح لهؤلاء الباعة بالتواجد في هذا المكان السكني بالذات بالرغم من أن سوق الماشية في النسيم لا يبعد كثيراً عن الموقع الآنف الذكر؟! أما السؤال الثاني الذي يوجه إلى أمانة مدينة الرياض فهو ما هو المسوغ القانوني والصحي الذي سمح لهؤلاء الباعة بالبيع في هذا المكان وخصوصاً في أيام عيد الأضحى، الأمر الذي أوجد ثغرة استغلها الباعة أبشع استغلال ألا وهي اتخاذ هذا المكان موقعاً ثابتاً لهم طوال العام مما جمع حولهم أيضاً باعة آخرين استغلوا هم الآخرون الثغرة إياها لبيع بضاعاتهم المختلفة.
***
يبقى القول أخيراً لماذا يكتفي مراقبو البلدية بالحملات المفاجئة على هذا الموقع ولا تستمر الحملات المتوالية لإنهاء هذا الوضع المزري ولماذا أيضاً لا تتخذ أمانة الرياض قرارها الصارم لإنقاذ سكان الحي من هذا الوباء؟!