Al Jazirah NewsPaper Thursday  11/12/2008 G Issue 13223
الخميس 13 ذو الحجة 1429   العدد  13223
لما هو آت
المفردة الجسر لمكنون النفوس..!
د. خيرية إبراهيم السقاف

يثبت لي في كل مرة يكون الكلام بيني وبين قرائي الأعزاء عن موقف تبادلي من عجين الموسم، أو لمحة الخاطر, أو تداخل الأوشاج, أو تفاعل المكنون، في وطنية تلمنا فيها مناسبة الحدث, أو دورية تجمعنا فيها مواعيد الشعائر, أو مفاجأة التحولات تطرأ فيها المشاعر, فيأتي التذاكر والدعاء والمشاركة بكلمات أجدها تنزل في نفوسهم منازل الماء عندما تصافح الغيمات بها أنسجة عطشى.. فتنتشي التربة وتبتهج البذور وتفوح الزهور بعطرها والثرى بزخمه.. حينها لا يقوى امرؤ على إغلاق حواسه أو الصد عن منافذ النبض بها..

بالأمس الأول كان يوم الوقفة.. وتلاه يوم العيد..

وللمرة الأولى منذ نزلتُ الجزيرة داراً جميلاً كريماً لقلمي أكتب في هذه الأيام، إذ تكون لي عادة فسحة أطلق فيها لخاطري وذهني حرية أن يفعلا ما يريدان.. ولأن لأبي بشار خالد المالك مواقف مشرقة في التعامل مع كتابه، يقدر طوارئ سفرهم وارتباطاتهم العلمية والمرضية خلال العام انتهزت خلوصي منهما..، فآثرت رد الجميل له باستمرار الكتابة في أيام العيد هذه.., وكنت أحسب أن الناس تحجم في مثل هذه الأيام عن قراءة ما اعتادته في الأيام الباقية وتفرغ للموسم.. لكن الذي حدث أن الناس تفاعلت بشكل حميمي مع دعاء يوم عرفة.. ومع مفردات صببتها في قلوبهم يوم العيد تفاعلاً أغراني بهذا الذي أقول..

والقارئ يظل يفاجئني بجماله ووعيه كلما غذت الرحلة في التوجه إلى مرافئه..

عقود من الزمن وقارئي يزداد تواصلاً وقرباً.. وأزداد به بهجة.. وفيه ثقة...

ثمة ما أسعدني كثيراً هو التفاف القراء حول مفردات الدعاء ومضامين السؤال.. ذلك الذي كان خاتمة لمقال الاثنين..

فلماذا لا يكون الناس في بقية أيامهم على ما يكونون عليه من الصفاء في الأعياد..؟

وينبثق من السؤال سؤال آخر: هل ثمة حاجة للإنسان المعاصر للفرح..؟

ولعل الإجابة تكمن في جلاء الإجابة التي وردتني من كثيرين بأن نعم, فالناس بحاجة للفرح الصادق..

فأفراحهم أغلبها مفتعلة لأن ثمة تحولات جذرية في مفهوم العلاقة بين الإنسان المعاصر ومعاشه بل حياته التي فيها معاشه.. لأنه يكابد ولأنه على جبهات عديدة يتدرع من أجل أن ينجو بفرحة...



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5852 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد