Al Jazirah NewsPaper Thursday  11/12/2008 G Issue 13223
الخميس 13 ذو الحجة 1429   العدد  13223
أسلمت بسبب ساندوتش فلافل!
منيف خضير

قالت له خادمته المسيحية: أنت أول سعودي أعمل عنده لم يدعُني إلى الإسلام، ضحك لها، وقال: أنا يهمني أن تعرفي كل شيء عن الإسلام، لأن هذه المعرفة تهمنا وتهمك في مجال عملك، أما رغبتك في الإسلام من عدمها

فهذه تعود لك وحدك، فزودها بعدد من الكتب المبسطة التي تتحدث عن الإسلام. وعاهد نفسه أن يدعوها بالقدوة الحسنة، ولكنها اختارت فيما بعد الخيار الثاني ذلك الموجود في السلطة، هل يكفيه شرف المحاولة؟.

كثير ممن أعرفهم يجتهد في هداية خادمته الكافرة للإسلام، وهذا عمل رائع لاشك أنه خير من حمر النعم كما قال سيد البشرية بأبي هو وأمي، ولكن هذا التوجه لا يرافقه في العادة سلوك حميد يقويه ويسنده، فالخادمة ترى (سي السيد) وهو لا يقوم لصلاة الفجر -مثلاً-، وتراه يكذب أمامها ويعامل أهل بيته بصلافة تخلق عندها نوع من الازدواجية فأي إسلام تسمع عنه ولا تراه؟

في رمضان الفارط كنت أصلي التراويح في جامع آل الشيخ في الرياض فقام أحد المشائخ وقال: اليوم لدينا ضيف جديد سيحدثكم بحديث أرجو أن تستمعوا له، فقام رجل في العقد الثالث من عمره تبدو على ملامحه السحنة الفلبينية فتحدث عن قصة إسلامية وفهمنا من الترجمة أنه أسلم لسبب وحيد وهو مشاهدته لتجمع المسلمين في إفطار الصائم كل يوم، وذكر أن له عائلة لم يأكل معها منذ سنين رغم سكناه معهم، فانخرط بالبكاء وسط تكبير المصلين الذين هجموا عليه بالأحضان وسط منظر مهيب!.

ما أريد قوله حقيقةً أن السلوك اليومي لنا نحن السعوديين (والمسلمون عموماً) هو سلوك حميد ملفت للنظر، وهنا أقصد السلوك الإسلامي مثل بر الوالدين والرحمة بالضعفاء والتجمعات العائلية وما إلى ذلك، يجب أن لا نستهين بذلك أبداً في دور هذا السلوك في رسم صورة رائعة للمسلمين دون أن نغوص في مسألة هداية الغير ودون أن نهدي أنفسنا أولاً، فالقدوة الحسنة هي الدعوة بالحكمة كما أفهمها.

كنت في حديث مع بعض القائمين على مكتب للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات، والذين يقومون بأعمال جليلة لخدمة الجاليات غير المسلمة يذكر أحدهم أن إحدى الخادمات أسلمت بسبب ساندوتش فلافل (نعم فلافل وليس شاورما)، حيث كانت العائلة تأتي بالفلافل يومياً من المطعم ولم تنس هذه العائلة نصيب الخادمة من الفلافل، فأثر هذا الموقف في نفسية الخادمة التي أعلنت إسلامها فيما بعد، وقصص هؤلاء كثيرة ليس المجال هنا لتعدادها فأكثر الكفلاء إما يحسنون التصرف أو يسيئونه، وهذا ينعكس على رغبة المكفول في الإسلام من عدمه.

يا هؤلاء أحسنوا معاملة الخدم والرعاة ومن هم تحت أيديكم، كثير من الأسر لدينا لا تخصص وقتاً لراحة الخادمة التي يستمر عملها مع آخر سهران من العائلة الكريمة، بصراحة من منا منح خادمته إجازة أسبوعية؟.

نحن نتعامل مع الخدم والوافدين وقد ننسى أحياناً أننا دعاة لديننا وأخلاقنا العربية، وربما هذا ما يفسر كثرة هروب الخادمات والعمال من مكفوليهم، هل تصدقون أن عشرات الخادمات لدينا لا توجد لهن غرف خاصة بهن، في كثير من دول العالم من حولنا لابد من تحديد مكان سكن مناسب للخادمة وتعرف المهمة التي جاءت من أجلها، هل هي للتنظيف أم للطبخ أم لتربية الأطفال وكل مهمة لها اسمها ولها مرتبها.

كل الخادمات لدينا تقوم بكل هذه المهام في وقت واحد، فهل نستكثر عليهن الهروب إلى المجهول؟.

MK4004@HOTMAIL.COM



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد