Al Jazirah NewsPaper Thursday  11/12/2008 G Issue 13223
الخميس 13 ذو الحجة 1429   العدد  13223
المرأة وتنمية المجتمع
د. خليل إبراهيم السعادات

من أهداف كرسي (دور المرأة السعودية في تنمية المجتمع) أن يكون أداة علمية تقوم بوضع دراسات متعمقة وشاملة تساعد في التحليل والدراسة لواقع المرأة السعودية بهدف النهوض بها واستشراف الدور المستقبلي المأمول لها. وكان الكرسي قد عقد ورشة عمل تناولت عددا من المجالات البحثية التشريعية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية. وفي هذا الإطار تأتي دراسة (تنمية وتثقيف المرأة العربية الراشدة من خلال برامج تعليم الكبار) لكاتب هذه السطور، حيث ذكرت أنه في عصرنا هذا تتواجد المرأة في جميع مجالات العمل المقامة في المجتمع بفاعلية وقوة ودور المرأة في مجتمعها آخذ في التنامي.

وهي تقوم بعملها بكفاءة عالية لا تقل عن الرجل إن لم تفقه في كثير من المجالات، وقد أصبحت المرأة اليوم عنصراً بشرياً مهماً ومصدراً من مصادر القوى البشرية التي يجب أن يعنى بها وتدرب وتعمل لها البرامج لتثقيفها وتأهيلها وتدريبها وتمكينها من المشاركة في عمليات تنمية المجتمع.

فللمرأة مقام كبير ومهم في المجتمع نظراً لطبيعة الدور الذي تقوم به كأم وربة أسرة وموظفة وطالبة ومعلمة. هذه الطبيعة تفرض علينا إتاحة فرص تعليمية وتدريبية أكثر للمرأة العربية، فكلما زادت نسبة المتعلمات في مجتمعاتنا العربية أصبحت خطط التنمية أكثر فاعلية مع ارتفاع نسب تحقيقها، لأن النساء هم نصف المجتمع وإذا تعطل هذا النصف تعطل جزء كبير ومهم وأساسي في الحياة بأسرها.

فتعليم المرأة وتدريبها هو تقدم للمجتمع وإهمالها هو إهمال للمجتمع وعلامة من علامات التخلف، لأن تخلف المرأة العلمي يعني جهلها بأساليب الحياة المهمة لها وللمجتمع كرعاية الأطفال والتثقيف الصحي والوعي اللازم للمحافظة على الأسرة. وتؤدي أيضاً إلى إنتاج جيل لا يقدر أهمية التعليم ودوره في رقي المجتمعات، وكما هو معروف فقد أصبح الجهل بالقراءة والكتابة سمة من سمات التخلف، وهذا مالا نبتغيه ونحاول معالجته بشتى الوسائل. ومعرفتنا بهذه الحقيقة يحتم علينا أن نجعل تعليم الأفراد رجالاً ونساء عنصراً أساسياً في خطط التنمية. إن التعليم والتدريب هو الطريقة الفعالة لتحسين وضع المرأة العربية الاجتماعي والاقتصادي وتنمية شخصيتها وثقافتها ومداركها ووعيها وتوفير بيئة مناسبة تمارس فيها حقوقها وتؤدي واجباتها. إن برامج تعليم وتدريب الراشدات تراعي الفروق الفردية بينهن وتراعي مستوياتهن التعليمية والثقافية وعمر المتعلمات وظروفهن الصحية والنفسية والاجتماعية بهدف المساواة بين الجميع وإعطاء الفرصة لجميع المشاركات للحصول على فرص التعليم والتدريب والتثقيف وعند تقديم برامج تعليمية وتدريبية فإنه يجب توفر بعض العناصر منها اكتساب معلومات جديدة، والعمل تجاه التطوير في الوظيفة، والبحث عن نشاطات مثيرة لتغيير نسق الحياة اليومي، وتوفر فرص التعارف الاجتماعي، وتوسع فرص المساهمة في تحقيق أهداف المجتمع. وبرامج التعليم والتدريب المستمر الموجهة للمرأة العربية الراشدة تلبي حاجاتها وتوقعاتها وتكون في مستوى طموحاتها إذا روعي في هذه البرامج التخطيط الجيد ووضعت الأهداف بدقة ووضوح وبرامج التعليم والتدريب المستمر تتماشى مع المرحلة الزمنية التي تمر بها المرأة وتضع في الاعتبار من خلال العاملين والعاملات في هذه البرامج أن هناك فروقاً بين الرجل والمرأة في طريقة التعليم وعمليات التدريب وأهداف المشاركة والدور الاجتماعي. والنساء الراشدات في مجتمعاتنا العربية من المصادر البشرية التي يجب أن تعطي الفرصة للمساهمة والمشاركة في تنمية المجتمع، كما يجب على المرأة أن تبادر بأخذ فرص المشاركة في عمليات التنمية وإن كان بجهد شخصي أو ذاتي وتأتي عمليات التعليم والتدريب المستمر لتمكن المرأة من أخذ زمام المبادرة في هذه العمليات وتقدم لها الوسائل الممكنة والفاعلة لتحقيق ذلك، وعلى الله الاتكال.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد