في كثير من الأمور تلازمنا انطباعات اعتدناها بل أصبحت من المسلمات التي لا نظن ولو لمجرد الظن أنا سنغيرها ذلكم كان حالي وانطباعي مع الألم وتلك كانت رؤيتي له فلم أكن أظنه إلا شبحا قبيح الوجه يرتدي عباءته السوداء ليثقلنا بزيارته عند المصائب والشدائد والأهوال.. والكثير منكم أظنه لا يخالف رؤيتي (السابقة) له ولا يخرج عن إطارها.. لكن دعونا نسأل أنفسنا: هل حقا أن الألم ما نتصوره من قبح وأذى؟ لا تجيبوا على هذا التساؤل حتى تعرفوا قصة (آشلين)..
(آشلين) طفلة ولدت دون بكاء وكبرت دون ألم.. لم تكن (آشلين) تعرف من الألم إلا اسمه فقد كانت كثيرا ما تتأذى وتؤذي جسدها دون أن تتألم! أو تشعر بشيء!
***
تروي أم (آشلين) إحدى المواقف فتقول: ذات ليلة دخلت على ابنتي غرفتها وقد ملأت الدماء سريرها وهي تغط في نوم عميق.. لقد كانت تعض شفتها دونما شعور.. ورأيتها ذات يوم تنظر إلى يديها المجروحتين جروحا غائرة بعد أن وضعتها في آلة حادة دون أن تشعر بالألم كل ما في الأمر أنها تنظر إلى يديها باستغراب!!
***
قد يبدو الأمر لوهلته الأولى أمر يروق لكثير منا ويصور لنا روعة الحياة بلا ألم ولا إرهاق في الشعور به! لكن لا تستعجلوا الإجابة حتى تعرفوا رأي طبيبها.. يقول الطبيب تعد حالة (آشلين) من الحالات النادرة التي تصنف من ضمن الأمراض الوراثية التي تفقد الإنسان حس الألم.. ثم يبين مكامن الخطر في هكذا حالة بمثال بسيط: ماذا لو التهبت الزائدة الدودية عند (آشلين)؟ كيف ستشعر بذلك وكيف ستدلنا عليه لنتفادى خطره؟!
(أتمنى أن تشعر ابنتي (آشلين) بالألم) هذا ما قاله الأب وأمنت عليه الأم!
***
مواقف كثيرة روتها أم (آشلين) و والدها وطبيبها في (فلم وثائقي) غيرت الكثير من قناعاتي وتصوراتي السابقة عن الألم؛ فمددت له يد المصالحة فهو نعمة من الله ربما كنا نجهلها ولا نعي أهميتها..
وأخيرا أترك السؤال بين أيديكم: هل ما زال الألم سوداوية مطلقة في حياتكم؟ أم أنكم ستمدون أيديكم للمصالحة معه والاعتذار منه؟
almdwah@hotmail.com