المشاعر المقدسة - ياسر المعارك:
كشف وزير الصحة الدكتور حمد بن عبد الله المانع في حديث خص به الجزيرة أن استضافة 2 مليون حاج سنوياً من بيئات وثقافات مختلفة في مساحة جغرافية وزمنية محددة تحد كبير نجحت الدولة في تنظيمه ما جعلها تحظى بإشادة منظمات دولية، وقال المانع ان وزارته استعدت لخدمة ضيوف الرحمن فوق جسر الجمرات مستبعدا حدوث أي حوادث للتدافع أو الدهس بعد التعديل الهندسي الأخير للجسر، وأبان المانع أن الدولة قدمت الكثير وسخرت الإمكانات البشرية والتقنية لتقديم أرقى الخدمات الصحية ما أدى إلى متابعة دقيقة للحالة الصحية ومنع وفادة الأمراض الوبائية.
* معالي الوزير كيف تصف لنا صحة الحجاج حتى هذا اليوم؟
- الحمد لله بشكل عام صحتهم جيدة ولم نرصد أي أمراض أو أعراض وبائية ووزارة الصحة تطبق خطط استراتيجية ضمن ثلاثة مرتكزات الوقائية والعلاجية والإسعافية تبدأ من المنافذ البرية والبحرية والجوية للمملكة البالغ عددها 16 منفذا تمنع وفادة الأمراض الوبائية والمجهرية التي تخضع للوائح الصحية الدولية وتساعد في الاكتشاف المبكر لحالات الإصابات بالأمراض المعدية ذات الأهمية واتخاذ الإجراءات الاحتوائية والوقائية السريعة حيالها، وبهذه الجهود وكنتاج طبيعي لم نسجل أي حالة وبائية بين الحجاج.
* السيطرة الصحية على 2 مليون حاج أتوا من بيئات جغرافية مختلفة يثير المخاوف من تغير أنماط الفيروس وظهور أمراض جديدة غير معروفة قد تكون وبائية فهل ثمة تعاون مع جهات عالمية في هذا المجال؟
- في الحقيقة سؤالك جيد ومراقبة الوضع الصحي لأكثر من مليوني حاج من مختلف أقطار العالم تحد كبير جدا، وقد نجحت المملكة بفضل دعم ولاة الأمر في تقديم أرقى الخدمات الطبية خلال مواسم الحج الماضية مجانا لجميع الحجاج وسخرت كل الإمكانات التقنية والبشرية ووزارة الصحة تلقت العديد من الإشادات الدولية حيال ما تسخره الدولة من إمكانات ومرافق صحية لحجاج بيت الله الحرام كذلك هناك تعاون بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية للوقوف على الوضع الوبائي العالمي أولاً بأول من خلال تزويد المنظمة للوزارة بالمعلومات والمستجدات العالمية حول الأمراض المعدية أو ظهور أوبئة بكل بلدان العالم التي يفد منها الحجاج ومساعدة الدول التي يفد منها الحجاج قبل قدومهم لأداء مناسك الحج أو العمرة، وقد تم تعميم استخدام اللقاح الرباعي للحماية من الحمى المخية الشوكية على جميع الحجاج وكذلك على حجاج الداخل والمقيمين بمكة المكرمة والمدينة المنورة والعاملين بالحج.
تنسيق جيد إلا أن المخاوف من ظهور أمراض معدية ماذا عن دوركم؟
- أخي ياسر الوزارة تراقب الأوبئة في جميع دول العالم وتمنع قدوم الحجاج من أي دولة يثبت وجود وباء بها يشكل خطراً على الحجاج كذلك تعمم استخدام اللقاح الرباعي للحماية من الحمى المخية الشوكية وقامت المملكة بتوفير كميات كبيرة من هذا اللقاح لحجاج الداخل والمقيمين بمكة المكرمة والمدينة المنورة والعاملين بالحج كما ذكرت سابقاً، إضافة إلى منح الحجاج القادمين من دول معينة جرعة واحدة من عقار السيبروفلوكساسين للتخلص من جرثومة الحمى المخية الشوكية التي قد توجد في الحلق عند الدخول للمملكة ووضع خطة متكاملة للوقاية والتعامل مع الأوبئة في حالة حدوثها.
* دكتور حمد نحن الآن نعيش شعيرة رمي الجمرات هل لنا بنبذة عن خدمة الطب الميداني في جسر الجمرات؟
- الطب الإسعافي الميداني من أهم الجوانب التي تم التركيز عليها كنوها تقوم بإسعاف الحالات الحرجة والإسعافية في أماكن وجودها وخاصة وسط الزحام حيث خصصت (145) سيارة إسعاف منها(50) سيارة إسعاف كبيرة و(95) سيارة إسعاف صغيرة تعمل في المشاعر المقدسة عليها فرق طبية متجولة على مدار الساعة، أما جسر الجمرات فمنذ صباح اليوم العاشر من ذي الحجة جهز 17 مركزا للطوارئ مزودا بأحدث التجهيزات الطبية والقوى البشرية المؤهلة على طول جسر الجمرات في الأدوار الثلاثة ووجود 24 فرقة طبية تساندهم 65 سيارة إسعاف عالية التجهيز مكونة من طبيب وممرض ومزودة بجميع التجهيزات الطبية والأدوية اللازمة لحالات الطوارئ.
* رمي الجمرات لها ذكرى تدافع مؤلمة الا تخشون تكرارها لا سمح الله؟
- بعد تطوير جسر الجمرات وإحداث نقلة كبيرة فيه لا نتوقع حدوث مشكلات تزاحم أو حالات دهس وعلى الرغم من ذلك تشارك وزارة الصحة جميع الجهات ذات العلاقة في الإعداد ووضع خطة الطوارئ الصحية للتعامل مع الحالات الطارئة ويتمثل دور الوزارة في تنفيذ خطط الطوارئ العاجلة وفرز وتصنيف ضحايا الكوارث حسب بطاقات الفرز الدولية وإدارة الأعمال الطبية في موقع الإخلاء الطبي وتوفير الفرق الطبية من أطباء وهيئة تمري ض وفنيين، إضافة إلى المشاركة في نقل المصابين داخل الإخلاء الطبي وتقديم العلاج للمصابين بالمرافق الصحية.
* يتوقع الكثيرون أن يحصل تزاحم بالمنطقة المركزية والساحات المحيطة بالمسجد الحرام بعد أن حلت مشكلة جسر الجمرات؟
- أحدثت الإنشاءات الجديدة والكبيرة بجسر الجمرات انفراجا كبيرا في هذا الموقع حيث شهد العام الماضي انسيابا كبيرا سهل في حركة الحجاج داخل الجسر مما يعني مواصلة الحجيج السير نحو المسجد الحرام بأعداد كبيرة لأداء طواف الإفاضة وطواف الوداع. وهذا الوضع الجديد جعل الوزارة تشارك الجهات المعنية في وضع خطط كفيلة لمواجهة أي طارئ وقد أعدت الوزارة خطط طوارئ بالمنطقة المركزية والساحات المحيطة بالمسجد الحرام تحسباً لأي طارئ مع الاستفادة من المراكز الإسعافية الموجودة داخل الحرم بهدف التدخل السريع للعلاج الميداني وتوفير الخدمات الطبية.