Al Jazirah NewsPaper Tuesday  09/12/2008 G Issue 13221
الثلاثاء 11 ذو الحجة 1429   العدد  13221

دفق قلم
أحبك أيها العيد وأفرح بك
عبدالرحمن بن صالح العشماوي

 

أحبك يا عيد رمزاً لأمتنا الخالدة، أحبك أنشودة عذبة رائدة، أحبك يا عيد نافذة للصفاء، وباباً فسيحاً لحصن الإخاء، نرى فيه كيف تكون الحياة ربيعاً، وكيف يغرد طير الإخاء، أحبك يا عيد غصناً يظلل أزهارنا الحالمة، ونهراً يعلمنا كيف تستيقظ الوردة النائمة، أحبك يا عيد غيمة حُبٍّ تعانق تربتنا بالمطر، وتمسح راحتها ما تمر به من غصون الشجر، وترسم خارطة للندى فوق زَهْو الجبال، وحُسْن التِّلال، وفوق الشذا ناطقاً عن حنين الزهر.

أحبك يا عيدنا حب أحلامي الصافية، وآمالي الغالية، وحب حروف القصيدة والوزن والقافية، وحب عصافير دوحتنا الشادية، أحبك يا عيد، أفرح حين أراك تقابلنا في المصلى بأجمل ذكر وأصفى دعاء، تكبِّر لله تكبيرة الرسل والأنبياء، ونلقاك نحن بتكبيرنا فرحة باللقاء.

نعم أنت يا عيد خارطة للفرح، وبوابة للسعادة نافذة للمرح، وأنت الذي كلما شاهد القلب وجهك أعلن أشواقه وانشرح، وأنت الذي ترسم البدر والنجم، ترسم في أفق الحب ألوان قوس قزح.

أحبك يا عيد، تنقلنا من سكون المساء إلى الصخب العذب، تشدو به لهوات الصباح، وتحمله كالشذا العذب كفُّ الرياح، وحسبك يا عيد أنك تأتي بُعَيْدَ نداء المؤذن نحو الصلاة ونحو الفلاح.

أحبك يا عيد ذكرى لأحبابنا الراحلين، لزهر المحبة والياسمين، لأطيافهم حين تأتي طيوراً ملونة باشتياق المحب وعزف الحنين.

أحبك يا عيد بالرغم من جرح ليل طويل، وهمّ ثقيل، وبالرغم من كل ما تبصر العين من أدمع ودماء تسيل، وبالرغم مما يحاك لغزتنا والخليل، وللقدس تجتاح أعيادها عربدات الدخيل.

أحبك يا عيد بالرغم من جرحنا في العراق، ومما نشاهد في أرض أفغانستان من لهيب احتراق، ومما نشاهد في عصرنا من دعاوى النفاق، وحمى الصراع على قتل معنى الإخاء ومعنى الوفاق.

فرحنا؛ لأنك يا عيد يوم الجوائز للصائمين وللقائمين، وللواقفين على قمة الحب والخير في عرفات وللطائفين، فرحنا؛ لأنك تجمع شمل الأحبة، تنشر ظل الوئام، وتلقي على المسلمين السلام، وترفع لافتة الحب حتى يراها الأنام، وحتى يطير إليها ومنها الحَمَام.

فرحنا بطلعة وجهك يا عيد، بسمتك الساحرة، ونظرتك العذبة الآسرة، ألا أيها العيد حيَّاك نبض القلوب، وحيَّتك أزهار أشواقنا نُثِرَتْ في الدروب، وحيَّاك إشراق شمس الصباح، وحُمْرَةُ شمس الغروب.

أحبك يا عيد يا زائراً كل عام، أزفك تهنئة لأحبتنا في الخليل وغزتنا وبلاد الشام، وأرض العراق التي لم تزل تشتكي ولدار السلام.

أزفك تهنئة مثل نَدْف الغمام لأقصى الإباء ومسجد خير الأنام، لكعبتنا ولتلك الجموع تطوف بها ولباب السلام، وللساجدين وراء المقام.

إشارة:

مرحباً يا عيد ضيفاً لا يُرَدُّ

وجهه طلق وفي عينيه وُدّ

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد