Al Jazirah NewsPaper Tuesday  09/12/2008 G Issue 13221
الثلاثاء 11 ذو الحجة 1429   العدد  13221
هذرلوجيا
أدونيس.. منتحلاً
سليمان الفليح

قلنا في المقالة السابقة (المضبوعون - ثقافياً) أن تلامذة أدونيس (الخلّص الأوفياء) يرون فيه ذاتاً مقدسة لا تقبل المساس ولا التشبيه كما ذكر ذلك (كمال أبو ديب) في حديثه عن الدكتور عبد الله الغذامي، إذ قال: (إن المقارنة بين الغذامي وأدونيس من الأشياء الغريبة، فالحقيقة لا يوجد أحد يفكر بهذه الطريقة (!!) إذ إن الغذامي لا يمكن أن يذكر في معرض الحديث عن أدونيس، وغير وارد أن يذكر أيضاً)، إذ هكذا نفهم من كلام أبي ديب أن حتى التفكر بذلك أي (المقارنة بين الغذامي وأدونيس) هي (مُحال) أو أنها ترقى إلى مقام الإفك أو أي شيء من هذا القبيل (!!) بدليل هذا الاستغراب الغريب الذي يدهش القارئ الذي لا يعرف الاثنين معاً (أدونيس والغذامي)، أما الذي يعرفهما جيداً فإن الاستغراب هنا يأخذ ضرورة منحى العودة إليهما والتمحيص في الأمر.

فالغذامي منذ اشتغاله في التنظير النقدي، بل الاجتماعي - مؤخراً - لم تسوّل له نفسه الكريمة ولا مرة بمنقصة (السرقة) ولا كذلك الانتحال وانتهاب إبداع الآخر من (لائذات) الفكر الصوفي والشعر العالمي الذي لم يصل إلى القارئ العربي - مترجماً - إلاّ في النصف الأخير من القرن الماضي والذي أسهم أدونيس - للحقيقة - في إيصاله مع الآخرين كترجمته للشاعر الفرنسي (بونفوا) وإن ذهب بملامحه وصبغه بالمكياج الأدونيسي العتيد - لذا فإن المراجع - المنقب - بقصد النقد (الصافي) كما يفترض أدونيس (الشعر الصافي) يلحظ إذا كان ذا ثقافة شمولية أن أدونيس (يلطش) من هذا ومن ذاك ويقدّم (ملطشاته) بغلالة أدونيسية شفافة لا تقوم كلياً بمهمة الإخفاء (!!)

***

بالطبع أنا لا أقول ذلك من (عندياتي)، ومع احترامي الكامل لأدونيس الشاعر والأستاذ، ولا يعود ذلك أيضاً إلى عمق ثقافتي الشعرية والنقدية التي تتطاول على قامة (معرفية وشعرية ونقدية) عالية تُدعى في ثقافتنا المعاصرة أدونيس إلا أنني أصبت بصدمة هائلة (مدوّخة) أعادت لي الصواب والتأني والتبصّر وتمزيق كل الهالات الاصطناعية التي ينسجها ضوء الإعلام على بعض الأعلام وذلك لأنني اكتشفت بمحض الصدفة أن أدونيس اقترف أو بالأصح (احترف) سرقات كثيرة قام بكشفها واكتشافها بحرفنة عالية وحاسية نقدية هائلة الكاتب العراقي (عادل محمود)، وقد نشرها في مجلة (الطليعة الأدبية) في أحد أعداد الثمانينات الميلادية إبان صدورها المتعثّر آنذاك كصوت للشباب، وقد نشرت ذلك في أول عدد من مجلة المختلف.. ولي عودة للموضوع.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7555 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد