لأنّ المرجلة متأصلة في مجتمعنا السعودي الأبي، والغيرة لا تنضب بين أبناء مجتمعنا، فلا خوف على قيمنا وأخلاقنا الحميدة، مهما وفد إلينا قوم تجردوا من الأخلاق وأحضروا معهم سلوك الذئاب، فقد دفعت الغيرة والشيمة وتأججت المرجلة لدى المواطن علي عماش الشمري، ودفعته إلى أن يهبُ ويسارع لنجدة طفلة الخمس سنوات التي حاول سائق سيارة أجرة (تاكسي ليموزين) بنغالي الجنسية اختطافها والهروب بها وهي داخل سيارة الأجرة، مستغلاً انشغال والدتها بنقل مساعدات الجمعية الخيرية إلى داخل السيارة التي أوقفتها والدتها لنقل المساعدات التي قدمتها الجمعية الخيرية للمرأة المسكينة.
المواطن علي عماش الشمري الذي كان قرب سيارة الأجرة سمع استغاثة الطفلة ووالدتها التي هالها تحرك سيارة الأجرة وبداخلها ابنتها، فصرخت لتجد صرختها استجابة شهامة المواطن الشمري الذي هرع إلى سيارته الخاصة ليبدأ مطاردة سائق سيارة الأجرة، ويقول: إنه لدى سماعه صوت المرأة المفجوعة وهي تصيح: (بنتي.. خطفت!!) اتجهت إلى سيارتي وبدأتُ في مطاردة سيارة سائق الليموزين الذئب البشري، الذي زاد من سرعة سيارته ضارباً بتوسلات وصرخات الطفلة الصغيرة عرض الحائط.. واستمررتُ في مطاردته حتى طريق خريص حيث تمكنت بتوفيق من الله من اللحاق به وإنقاذ الطفلة البريئة من براثن ذلك الذئب البشري، لأسلم الطفلة إلى والدتها التي كانت تتبعنا.
هذا العمل الرائع للمواطن علي عماش الشمري والنابع من انتماء وطني وشجاعة وشهامة ومرجلة حركت غيرته للدفاع عن أعراض بنات الوطن وحمايتهن من أمثال هذا السائق المنحرف والذين أصبحوا يشكلون همّاً أمنياً لكثرة تجاوزاتهم وجرائمهم الكثيرة، والتي تتوزع بين خطف الأطفال، وتهريب خادمات المنازل، والاشتراك في تشكيلات عصابية لممارسة الإجرام على مختلف أنواعه.. ولهذا فإن هذه الجريمة التي أحبطها شهامة ومرجلة مواطن سعودي تتطلب دراسة وتدخلاً لمعالجة تجاوزات وإجرام هؤلاء السائقين الذين لا يهمهم أمن المواطن ولا يلتزمون بأخلاق وقيم المجتمع السعودي المسلم، فكلُّ الذي يهمهم هو جمع المال وتحصيل أكبر قدر ممكن منه لدفع المطلوب منهم لأصحاب شركات الأجرة الذين لا يسألون من أتوا بكل هذه الأموال التي يحولونها إلى بلدانهم.
مرجلة وشهامة وغيرة المواطن علي عماش الشمري وجدت تقدير واحترام جميع المواطنين، وفي مبادرة اعتاد عليها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الذي يشجع ويقدر الأعمال التي تكشف عن علو همة الرجال من المواطنين وغير المواطنين، فسموه خير من يقدر أفعال الرجال الكبيرة من أصحاب الهمم العالية، ويستاهل (النوماس) علي الشمري راعي الهمة وعنوان المرجلة.
jaser@al-jazirah.com.sa