يتوقع أن يشهد نمو الناتج الإجمالي المحلي العالمي انخفاضا من ناحية (تعادل القوة الشرائية) بنحو 2% خلال العام المقبل وفقا لتقرير الأبحاث الصادر عن وحدة الايكونوميست لاستقصاء المعلومات.
وتوقع دانيال فرانكلين مدير تحرير مجلة الايكونوميست ومحرر النشرة السنوية (العالم خلال عام 2009) حدوث تغيير في بداية العام المقبل في أعقاب انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما.
من جهتها توقعت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أن تشهد غالبية دولها انكماشا خطيرا وطويل الأمد يستمر في بعضها حتى 2010م.
واستبعدت المنظمة في تقرير لها الثلاثاء الماضي (25-11) انتعاش اقتصادي قبل الربع الثاني من العام 2010 مما يعنى أن هذا الانكماش سيكون الأكثر خطورة منذ مطلع الثمانينات.
وأكدت المنظمة في تقريرها الفصلي للتوقعات الاقتصادية أن ألازمة ابعد من أن تنتهي قريبا وان الاختلالات المالية ستستمر حتى نهاية 2009م. وتوقعت المنظمة التي تجمع الدول الغنية نموا في إجمالي الناتج المحلي لدولها بنسبة 1.4% في 2008 ونموا سلبيا في 2009 بنسبة 0.4%-.
وسيشهد إجمالي الناتج المحلي في الولايات المتحدة نموا في 2008 بنسبة 1.4% ونموا سلبيا في 2009 بنسبة 0.9%-. وفي اليابان نموا سلبيا في 2009 بنسبة 0.1%-. أما منطقة اليورو فسيتقلص النشاط الاقتصادي خلال الستة أشهر المقبلة بسبب تشديد الشروط المالية وضعف نمو العائدات، وتراجع قطاع العقارات وانهيار الأسهم مما يؤثر سلبا على الاستهلاك والاستثمار.وتوقعت المنظمة أن تشهد المنطقة نموا سلبيا في 2009 بنسبة 0.6%-.
وبالنسبة للبطالة توقعت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ارتفاعا حادا في معدلاتها في مجموع دولاها لتسجل 5.9% في 2008 و6.9%و9% في 2009 و2010 على التوالي.
واقترحت المنظمة للخروج من النفق المسدود مزيدا من خفض معدلات الفائدة خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا، بالإضافة إلى وضع سياسات إنعاش محددة الأهداف ومؤقتة متى ما سمحت الموازنة بذلك.
وكشف تقرير حديث صدر عن البنك السعودي البريطاني (ساب) شمل نتائج استبيان أجراه البنك لقياس اتجاه مؤشره الخاص بثقة الشركات السعوديّة واتجاهات السوق في المملكة، توقّع 54% من الشركات التي شملتها العينة أن تشهد نمواً اقتصادياً أقوى في الربعين الأول والثاني من العام القادم 2009م، وهي نسبة تعتبر أدنى بكثير من تلك المسجلة في الربع الثالث من العام 2008م والبالغة 89%.
وسجلت نتائج الاستبيان الذي استهدف عينة مكونة من 623 شركة، مثّلت المناطق الرئيسية الثلاث بالمملكة، توزعت بنسبة 35% من شركات المنطقة الوسطى و34% من شركات المنطقة الشرقية و31% من شركات المنطقة الغربية، أن ما نسبته 53% من الشركات المشاركة في هذا الاستبيان قد حققت ارتفاعاً في طاقاتها الإنتاجية، مقابل 74% في الربع الثالث؛ ويعكس هذا التغيير تراجعاً ملحوظاً في مستوى الإنتاج المتوقّع، فيما خفّضت صناعات محدّدة مستويات إنتاجها بالفعل، حيث أشار التقرير إلى أن صناعة الفولاذ قد قلصت معدّل إنتاجها إثر هبوط سعر الفولاذ بأكثر من 70% في السوق المحلية خلال الشهور القليلة الماضية، في الوقت الذي يتوقّع فيه ما نسبته 35% من الشركات المستطلعة آراؤها تخفيض طاقاتها الإنتاجية في عام 2009م.
وأوضح التقرير أن البيئة الاقتصادية في المملكة ستبقى قوية خلال الربع الأول من عام 2009، مشيراً إلى أن هناك مؤشرات تدفع إلى توقّع استمرار معدلات النمو بمستوى أدنى من السابق، فخلافاً لتقريري الربعيْن الثاني والثالث لمؤشر ساب لثقة الشركات، تتوقع بعض الشركات، وتشكل 8.5% من عيّنة هذا الاستبيان، أنْ تشهد أنشطتها دورةً اقتصادية أبطأ من السابق.
وجاءت أهم إجابات الاستبيان والتي أوردها التقرير حول أثر الأزمة الاقتصادية العالمية على الاقتصاد السعودي، إذ يعتقد 14% فقط من المشاركين في الدراسة أنّ اقتصاد المملكة لن يتأثّر بهذه الأزمة، بينما يعتقد 17% منهم أنّه سيتأثر بها حتماً؛ في حين، يعتقد 58% منهم أنّه قد يتأثر بها. ويورد التقرير أن أهميّة هذه الإجابات تكمن في حقيقة أنّ المجموعة الأخيرة قد تتبنى رأياً أكثر سلبيةً عندما يتفاقم ركود الاقتصاد العالمي وتشعر المنطقة بأثره.