Al Jazirah NewsPaper Wednesday  03/12/2008 G Issue 13215
الاربعاء 05 ذو الحجة 1429   العدد  13215
أنت
(لماذا يكرهوننا).. موضوع للحوار في مركز الحوار الوطني
م. عبدالمحسن بن عبدالله الماضي

أثارت تصريحات وزير المالية المصري موضوعاً كامناً في نفوس كثيرين؛ لأنه من المواضيع المسكوت عنها..

وأقصد بذلك النظرة الدونية التي تتبادلها الشعوب العربية فيما بينها.. والتي تم تغذيتها بشكل رسمي كما حصل في البلدان العربية الثورية.. وتم التعامل معها خليجياً بعذرية التفكير المثالي الذي لا يزال يحلم بوحدة عربية وإسلامية.

الدول العربية الثورية زرعت في وجدان مجتمعاتها عبر السنين ثقافة الشعور بالتفوق كوسيلة للتعتيم على الواقع الذي تعيشه من فقر في المعيشة وسلطة قمعية في الحكم.. وخلال السنين الطويلة والتكرار الملح صدقت تلك المجتمعات الشقيقة أنها عنصر متفوق مقابل العنصر الخليجي المتخلف الذي أخرج الله من تحت قدميه البترول دون أن يستحقه.. وزاد على كل هذا أن الخلجيين لم يقصروا الاستقدام لبناء نهضتهم على العرب فقط، بل فضلوا عليهم عمالات أجنبية أخرى في الاستقدام وفي المرتبات.. وغيره.

والذين اتيح لهم (من أهل الخليج) الاتصال بأشقائهم العرب في بلدانهم سوف يجدون ذلك الانطباع الغريب لديهم وهو أن الخليج مدن من ملح سوف تنهار حال اكتشاف بديل للنفط.. وأن النهضة في الخليج من بنائهم هم وحدهم.. ومن المؤسف أن هذه القناعات المبنية على المشاعر المستاءة (كأقل وصف لها) سوف تجدها حتى لدى إخواننا العرب الذين يقيمون بيننا ومنذ زمن طويل.. فلم تتبدل تلك النظرة لديهم ولم ننجح نحن في تصحيحها.. ولا أريد أن يكون حكمي بخطئهم قطعياً لكن كيف ورغم كل هذه السنين لم نستطع تصحيح تلك النظرة؟.. والسبب ربما هو ارتباط تلك النظرة بمشاعر ردة الفعل.. ونحن (وهذه حقيقة) قد فشلنا في كسب ود القادمين إلينا والمقيمين بيننا بما يواجهونه من المطار إلى المطار منذ لحظة قدومهم وحتى مغادرتهم.. كل هذا حفز مشاعر الاستياء والتذمر وجعل من تلك النظرة الدونية لكل ما هو خليجي أمراً مقبولاً بل ومرحّباً به.. فهو نوع من الرد والتشفي والانتقام.

لقد كشف احتلال الكويت بشكل كامل عن المشاعر العربية تجاه الخليج.. وحتى نرى عمق تأثير تلك المشاعر في المواطن العادي فلدي مثالان: الأول قرأته في مقالة للدكتور حافظ المدلج عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم، حيث استغرب لماذا آزر الجمهور الإندونسي كل فريق لعب ضد المنتخب السعودي في بطولة آسيا الأخيرة.. أما المثال الثاني فإنني لا أزال أتذكر ذلك السؤال الاحتجاجي لمذيع سعودي عن سبب مساندة الجمهور السوري لكل فريق لعب ضد المنتخب السعودي في البطولة العربية التي أقيمت في دمشق.

والسؤال الآن: هل نرغب في تصحيح تلك النظرة؟.. العقل والمنطق يقول إنه لا أحد يرغب أن ينظر إليه من أي إنسان كان نظرة دونية أو عدائية ناهيك أن يكون ذلك الإنسان شقيقاً عربياً.. وهذا بدوره يقود إلى سؤال آخر.. ما هو الشيء الذي نستطيع فعله؟

في رأيي أننا يجب أن نتعامل مع هذا الموضوع على أنه قضية وطنية.. وأن يتم طرحه للحوار في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5913 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد