Al Jazirah NewsPaper Wednesday  03/12/2008 G Issue 13215
الاربعاء 05 ذو الحجة 1429   العدد  13215

دفق قلم
أوباما.. (أين حميدان التركي)؟
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

 

حينما اجتاحت جائحة الحادي عشر من سبتمبر العالم كله بدأت الدولة العظمى الممتلئة غرورا بالتخبط على غير بصيرة وهدى، وأعلن رئيسها أن الحرب العالمية على الإرهاب قد بدأت، وأنه ليس في الكرة الأرضية زاوية بعيدة عن متناول اليد الأمريكية الضاربة، فهي كرة صغيرة أمام الطائرات والسفن العملاقة، وأمام الصواريخ الذكية التي تعرف مكان الضحية ولو كان في أعمق أعماق الأرض، أو أبعد آفاق السماء. كلام كثير شقينا به على مدى سنوات، وأفعال غاشمة ظالمة هوجاء روَّج لها الإعلام الكاذب حتى أصبحت مستساغة وما هي بمستساغة، ومعقولة عند بعض الناس وما هي بمعقولة.

سنوات عجاف ارتبك فيها العالم كله، دوله، ومدنه، وأفراده، ظهر فيها مدى بعد البشر في هذا العصر عن الله القادر المحيط بكل شيء، ومازلت أذكر ذلك المثقف العربي الذي هاتفني ساخرا من قولي أثناء الهجوم الدولي الوحشي على أفغانستان بعد الحادي عشر من سبتمبر:

كم أمة سكرت بكأس غرورها

ذهب الإله بجيشها الأسطوري

قال لي: يا دكتور لا تضللوا الأمة بهذه العواطف الهوجاء، فأنت في أكثر من قصيدة تبشر بزوال القوى العظمى التي تتسلط على العالم، وفي هذا خداع لنفسك وللأمة العربية، فأمريكا قوة هائلة قامت على علم ودراسة ولم تقم على عواطف وانفعالات، إن هذا الجيش الأسطوري الذي تذكره في بيتك الشعري هذا أنه سيذهب هو أقوى جيش حضاري استغل صانعوه ما في الكون من قدرات وطاقات، فأصبحوا يبعثون إلى أي مكان في العالم صاروخا، في الوقت الذي تبعث فيه أنت بيتا من الشعر، إني يا دكتور أشفق عليك من هذه السذاجة.

قلت له: هداك الله إلى الصواب، بل أنا والله أشفق عليك من هذه النظرة القاصرة التي أراك فيها تعظم المخلوق، وتنسى عظمة الخالق، ولست أنا الذي يقول: إن أمريكا ستذهب ما دامت تتجرَّأ على الظلم، بل الله سبحانه وتعالى هو الذي يقول ذلك في كتابه الكريم.

وانقطع الاتصال بيني وبين ذلك المثقف، وما انقطعت ولن تنقطع - بإذن الله - صلتي برؤيتي الإسلامية التي تريني الحق حقا والباطل باطلا، أسأل الله عز وجل أن يثبتنا عليها حتى نلقاه.

والآن.. نعم الآن.. ليت ذلك المثقف العربي حيا ليرى بأم عينه هذا الاضطراب العالمي الذي تقوده أمريكا، وهذا القلق والشعور بالخوف من الانهيار الاقتصادي الذي نراه يغلِّف كل كلمة يقولها الرئيس الأمريكي الذي يصح أن نقول عنه الآن (الرئيس السابق) بعد فوز أوباما ولنترك كل هذا جانبا لنبعث بهذا النداء إلى ضمير الرئيس الأمريكي الجديد في شأن أحبة لنا من المسلمين الأبرياء، كما ثبت ذلك في محاكماتهم، ما زالوا يعانون من جور الأحكام الظالمة التي ألقت بهم في غياهب السجون.

ننادي ضمير هذا الرئيس لإخراج أولئك السجناء من سجون أمريكا، ولإنهاء مأساة جوانتانامو وما شابهه، ونناديه نداء خاصا من أجل أخينا الشاب السعودي (حميدان التركي) لرفع الظلم عنه وإخراجه من السجن ومعه آلاف السجناء من المسلمين الذين وقع عليهم ظلم تهم الإرهاب الملفقة، فلربما كان هذا العمل الجليل يا (أوباما) طريقا من طرق نجاة بلادك من الانهيار الاقتصادي الذي زلزل كيان معاقل الظلم والتسلط من حيث لا تحتسب ولا تتوقع.

(أين حميدان التركي؟) سؤال يتردد على ألسنة أهله وإخوته، وهو سؤال يتعداه إلى غيره من سجناء المسلمين المظلومين في سجون أمريكا داخل أمريكا أو خارجها، وإنا لنرجو أن تكون هذه الأزمات التي تمرون بها أيها الرئيس سببا في ترقيق القلوب، وتذكير النفوس، وإعادة العقول إلى الصواب.

إشارة:

لدنيانا ولذتها بريق

نهايته - وإن طال - الزوال

www.AWFAZ.com

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد