Al Jazirah NewsPaper Wednesday  03/12/2008 G Issue 13215
الاربعاء 05 ذو الحجة 1429   العدد  13215
نعم اقتصادنا قوي
محمد بن سكيت النويصر

في خضم هذه الأزمة المالية التي شملت العالم أجمع وأقلت مضاجع الساسة ورجال المال، فراحوا يتخبطون هناك للوقوف على تلك الأسباب التي أوجدت تلك الأزمة المالية العالمية المفاجئة وشمل العالم ذعر وخوف وقلق كيف لا وهو يمس عصب الحياة (المال) وما أدراك ما المال.

راح الساسة ورجال المال والاقتصاديون يلتقون بسرعة ويحاولون بكل طريق أن يجدوا مخارج لهذه الأزمة الشاملة الخانقة التي جعلت كل واحد في هذا العالم يضع يده على قلبه خوفاً من القادم في خضم الخواء الروحي الذي يعيشه العالم بكل طوائفه ودوله لأن المال هو المهم إنه أصبح في قيمة الهواء والماء حيث لا يمكن لمخلوق العيش بدونهما.

وضجت وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية تحاول أن تحيط بتلك الأزمة وتداعياتها وخشي أصحاب رؤوس الأموال على تجارتهم وهم يسمعون ويقرؤون إفلاس ذلك البنك وتلك الشركة وحينا تسريح عدد من العمال في ذلك المصنع الذي بالأمس كان في قمة عطائه وقوته.

وبالجملة أصبح كل يساوره الشك ويخالجه الخوف بل كان ملازم للجميع الخوف من نقص تلك السيولة النقدية التي هي من مقومات الاقتصاد في كل دولة مهما كانت بسبب هذه الأزمة، وفي وطن الخير والنماء وطن الإيمان والإسلام وطن الاستقرار في كل شيء، يطمئن قائد المسيرة أبناء وطنه بأن الاقتصاد متين والخير شامل يقولها الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله- بكل قوة، إنها قوة المؤمن بالله الواثق من مصرّف الأحوال والذي يقول للشيء كن فيكون، وهكذا المؤمن صادق الإيمان دائماً قوي بربه. يقولها عبدالله بن عبدالعزيز ذلك القائد المؤمن بقضاء الله وقدره حيث ينظر إلى الأمور والأحوال بمنظار المؤمن الواثق من ربه جل وعلا.

كيف لا وهو يتلو قوله تعالى {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}، إلى غير ذلك من آيات الكتاب المبين وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم. كيف لا وهو تحمَّل أمانة الأمة والقيام بكل مصالحها وذلك عندما وضعوا أيديهم في يده الكريمة مبايعين على السمع والطاعة، له ولسمو ولي عهده الأمين وفقهم الله لكل خير وفلاح، كيف لا وهم ينظرون فيه قائدهم وولي أمرهم وهو كذلك، فهو أب لصغيرهم وأخ لكبيرهم، وما هناك أب فرّط في مصالح أبنائه بل يحنو عليهم ويشملهم بعاطفة كلها حنان وشفقة، وبحمد الله فالواقع برهن على ذلك، ومواقف خادم الحرمين الشريفين أمد الله في عمره تصدق ذلك، منذ تسلمه الأمانة في هذا الوطن الكريم العزيز على الجميع.

وها هو خادم الحرمين الشريفين يطمئن أبناء شعبه بأن هذه الأزمة العالمية وإن كانت كذلك فهم سالمون منها بمشيئة الله، وما مشاركته -يحفظه الله- في قمة مجموعة العشرين في العاصمة الأمريكية أخيراً إلا دلالة واضحة على ما تحظى به المملكة بحمد الله من مكانة عالية بين دول العالم، وأنها قادرة بإذن الله على تحقيق الاستقرار العالمي بالأسواق. وقد شخص الأزمة العالمية بدقة فحق لنا أبناء وطني أن نفخر بذلك، وأن نقدر لولاة أمرنا هذه المكانة التي وصلنا إليها بتوفيق الله أولاً ثم بحسن القيادة وحنكتها التي جعلت الوطن يحظى بهذه المكانة بين دول العالم.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد