وأنا أكتب لكم هذا المقال أستعرض في ذهني كثيرا من خلافات الباحثين والتي تطورت حتى أصبحت خلافات ذائعة الصيت يتحدث بها القاصي والداني، رأيت أن من هذه الاختلافات اختلافات حقيقة وتوجب النقاش أو الرد والتعقيب، وهذه ظاهرة صحية في المشهد العلمي والبحثي، وهذا الجانب ليس محل حديثي هنا إنما ما أردت أن أتحدثه به أو أفكر به على هذه الأسطر هو أن جزءا كبيرا بل الجزء الأكبر من خلافات الباحثين أشبه ما تكون بكرة الثلج التي تبدأ صغيرة ثم تكبر بدرجة لا يمكن السيطرة عليها وللأسف.
اختلاف محدود في مجلس عابر، يتبعه نقاش ساخن، بعد انتهاء هذا المجس يقوم الحضور بالدور الأكبر في تصعيد الموضوع عن طريق نقله وتضخيمه فتأخذ كل طرف من المتناقشين حظوظ النفس من حب الذات والإصرار على الموقف مهما كان قريبا أو بعيدا عن الصواب .
لن أزعم المثالية وأحاول أن أنظر في هذا الموضوع الشائك في مقال عابر أو حديث مختصر لكن بكل أمانة لو كان لدى كثير من أصحاب وجهات النظر المتباينة الشجاعة في التواصل مع من يختلف معه دون ناقلي الحديث ومفبركي الأخبار لأصبحت كثير من الخلافات التي نجدها الآن عبر الصفحات الثقافية أو مواقع النت والفضائيات لأصبحت هذه الاختلافات غير موجودة بواقعنا. وأنا كاتب هذه الأسطر فليسمح لي القارئ أن أنقله له شيئا من معاناتي حيث إن أكثر من موضوع جرى نقاش بيني وبين زملاء وباحثين كان صغيرا قابلا للأخذ والرد لكني أجد هذا الموضوع يصلني بعد فترة ليست بالطويلة وقد أخذ منحى آخر لم يدر ببالك، ولم يخطر في خيالك.
هنا يكون التوضيح متعب، والنقاش مزعج، ويكون كل طرف في دوامة، ويكون كل طرف في حيرة كيف يبدأ في معالجة هذا الموضوع الذي تشابكت خيوطه وتعقدت!! ومما يؤسف له أن الكثير من الباحثين يختار عند حله لمثل هذا الموضوع الطريق الأطول وهو الحديث مع فلان وعلان ممن ليس لديهم قدرة على الحل، ولو أراد الطريق السريع والمختصر وهو التواصل مع من يختلف معه.
لاشك أن هذا الطريق هو الأسرع والأفضل لكنه الأصعب على النفس فمن ينتصر على النفس الأمارة بالسوء؟!
للتواصل فاكس: 2092858
Tyty88@gawab.com