أنعم الله علينا في أيام مضت بسيل مدرار عم السهل والحزن وسالت على أثره الأودية والشعاب ومن الأودية الكبيرة وادي الرمة الذي نهض هذه السنة بعد رقود طال أكثر من عشرين سنة إذ كان آخر سيل له عام 1407هـ وأحبذ أن أتحف القراء بنبذة موجزة عنه فأقول:
وصفه وصفته: الرمة: بتخفيف الميم واد يمر بين أبانين يجيء من المغرب أكبر واد بنجد يجيء من الغور والحجاز أعلاه لأهل المدينة وبني سليم، ووسطه لبني كلاب وغطفان، وأسفله لبني أسد وعبس. ثم ينقطع في رمل العيون. ولا يكثر سيله حتى يمده الجريب وادٍ لكلاب (معجم البلدان - ياقوت الحموي 3-72) يتكون وادي الرمة عند حرة خبير أو حرة فدك من التقاء بضعة أودية ممتدة من الشمال على ارتفاع ستة الآلاف قدم. ثم تتجه بعد ذلك نحو الشرق ثم تأخذ اتجاها جنوبيا شرقيا حيث تتصل بالجريب وهو أوسع فروع وادي الرمة ويتجه هذا الوادي نحو الشرق حيث يصل إلى بريدة ثم ينعطف نحو الشمال الشرقي فالشرق إلى القصيم حيث يسمى بعد ذلك الباطن ثم يتفرع إلى فرعين يخترقان منطقة صحراوية ويسير أحدهما في النفود حيث يتصل بالدهناء إلى أن يبلغ موضعاً قرب البصرة (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام - د. جواد علي 1-170).
وقال الأصمعي: وادي الرمة يمر بين أبانين وهما جبلان يقال لأحدهما أبان الأبيض وهو لبني فزارة ثم لبني جرير منهم، وأبان الأسود لبني أسد ثم والب بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد (شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الاسترباذي 4-397).
قال ابن دريد (الرمة: وهو قاع عظيم بنجد تنصب فيه عدة أودية - معجم ما استعجم - أبوعبيد البكري 2-675).
الرمة وهو واد معروف بعالية نجد (معجم البلدان 1- 429).
الحفر - بالحاء المهملة والفاء وآخره راء محركاً - واد كان يسمى حفر الباطن في الشمال الشرقي من نجد إذا فاض دفع في الكويت، وقد قامت في ذلك الموضع مدينة في هذا العصر سميت مدينة حفر الباطن ويقال مدينة الحفر (المعالم الجغرافية الوارد في السيرة النبوية 1-123) والوادي يغور في رمال صحراء الدهناء فيتحول اسمه حينها إلى وادي المستوي، ثم يظهر بعد ذلك باسم وادي الباطن وينتهي عند شط العرب.
طوله
ويبلغ طول هذا الوادي زهاء (950) كيلو متراً أو أكثر (المفصل في تاريخ العرب.. 1- 170). وقد يكون قصد جزء منه.. يؤيد ذلك ما قرأته في (النت) (يبلغ طوله600 كيلو متر من المدينة إلى نفود الثويرات) ووجدت كذلك بأن طوله (1200) كيلومتر. وقد سألت أهل الخبرة من رواد البراري فأفادو بأنه يقدر فيما بين ألف وأربعمائة إلى ألف وخمسمائة كيلو.
عرضه
ويختلف عرض وادي الرمة فيبلغ زهاء ميلين - أكثر من 3200م - في بعض المحلات، وقد يضيق عرضه فيبلغ زهاء 500 ياردة - 45 مترا تقريباً - ، وتصل مياه السيول إلى ارتفاع 9 أقدام - أكثر من 270سم - في بعض الأوقات (المفصل في تاريخ العرب.. 1- 170).
قلت: هذا أيضا محل نظر فقد شاهد الناس بأم أعينهم سعة هذا الوادي، وعمقه.
من روافده
1- الجريب: وادٍ عظيم يصب في وادي الرمة (معجم البلدان 3-91).
(وهو من أوسع فروع وادي الرمة (المفصل في تاريخ العرب.. 1-170).
2- الثلبوت: قال السيد علي بن عيسى بن وهاس: الثلبوت وادٍ يدق إلى وادي الرمة من تحت ماء الحاجر (معجم البلدان 3-82) والجبال والأمكنة والمياه الزمخشري 1- 5).
3- وادي فدك وهي اليوم قرية شرقي خيبر على وادٍ يذهب سيله مشرقاً إلى وادي الرمة، تعرف اليوم بالحائط (مرويات الإمام الزهري - محمد محمد العواجي 2-659).
4- مبهل أو مبهلان: واديان يتماشيان من بين ذي العشيرة وبين الحاجر حتى يفرعان في الرمة (معجم ما استعجم 3- 1051).
- زهمان: وزهمان واد يدفع في الرمة لبني فزازه (معجم ما استعجم 4-1336).
6- أبيط: ماء من مياه بطن الرمة (معجم البلدان 1-86).
7- ثادق: قال الأصمعي ثادق واد ضخم يفرغ في الرمة (معجم البلدان 2-70).
8- وادي العشيرة: واد به نخل ومياه لبني عبدالله بن غطفان وهو يصب في الرمة مستقبل الجنوب (معجم البلدان 4-127).
9- عاقل: وادٍ يمر بن الأنعمتين وبين رامه حتى يصب في الرمة (معجم ما استعجم 1-182).
أودية وتسميات حديثة
وادي المحلاني، وادي مرغاله، شعيب صبيح، شعيب ثادج، شعيب الدليمية، وادي الجفن، وادي الحيسونية أو حسيان، وادي الرجلة، شعيبة جرار أو الجرير، شعيب الداث، شعيب الخشيبي، وادي دخنة، وادي النساء.
نبذة عن بعض المواقع التاريخية المتصلة بالوادي:
1- ذكر في خروج الحسين بن علي رضي الله عنه من مكة إلى الكوفة ولما بلغ الحاجز من بطن الرمة (استشهاد الحسين 1-25 وبراءة الأصحاب من دم الأحباب د. بدوي مطر 1-227
, تاريخ الرسل والملوك -
الطبري 3-255).
2- وفي تاريخ دمشق، أن عمر بن الخطاب بعث محمد بن مسلمة إلى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم وكان سعد والياً على العراق، لما قفل راجعاً (فلما كان ببطن الرمة أصابه من الخمص والجوع ما الله به أعلم - مختصر تاريخ دمشق - ابن منظور 7-132).
3- وذكر في سيرة عبدالله بن جبر بنسيار (انه مات ببطن الرمة) (الإكليل - الحمداني 1- 31).
أهم المدن والمواقع التي يمر بها:
محافظة الرس، محافظة البدائع، محافظة عنيزة، مدينة بريدة محافظة الأسياح، نفود الثويرات بالزلفي، قاعدة الملك خالد العسكرية بالمنطقة الشمالية الشرقية، محافظة حفر الباطن.
ما حفظ من سنوات سيلانه:
عام 1234 تاريخ ابن عيسى لمدة 40 يوما، عام 1259هـ - عام 1355 - عام 1361 - عام 1365 - عام 1376 - العبودي لمدة 22 يوما، عام 1402 لمدة 7 أيام، عام 1407، عام 1418 - عام 1429هـ.
المراجع
1- معجم البلدان، ياقوت الحموي.
2- المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، د. جواد علي.
3- شرح شافية ابن الحاجب، رضي الدين الاسترا باذي.
4- معجم ما استعجم، أبو عبيد البكري.
5- المعالم الجغرافية الواردة، في السيرة النبوية.
6- الجبال والأمكنة والمياه، الزمخشري.
7- مروريات الإمام الزهري، محمد محمد العواجي.
8- استشهاد الحسين.
9- براءة الأصحاب من دم الأحباب، د. بدوي مطر.
10- تاريخ الرسل والملوك، الطبري.
11- مختصر تاريخ دمشق، ابن منظور.
12- الإكليل، الحمداني.
13- نبذ مختصرة من الشبكة العنكبوتية مثل (منتدى مدارات عنيزة، منتديات القناصة، منتديات تنومة، شبكة الغيادين).
كتبه عبدالله بن عقيل الطيار
الزلفي ص. ب 638 الرمز البريدي 11932