عودتنا قيادتنا على مختلف درجاتها وتخصصاتها على التمتع بحق التبصير وطرح الرؤى والتساؤلات كلما كان ذلك ضمن نطاق نصرة الصالح العام.
** بل إن قيادتنا الرياضية ممثلة بصاحب السمو الملكي الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه.. كثيراً ما طالبا كل ذي قلم (أمين) بأن يدلي بدلوه، وأن ينتقد متى ما شعر أو لمس بأن ثمة ما يستحق النقد.. وهذه حقيقة لا مراء ولا مراءاة فيها.
** وعلى هذه الأسس.. أراني اليوم في أمسّ الحاجة إلى البوح بما أحبطني وأحزنني كثيراً، شأني شأن أي مواطن غيور.. بعيداً عن مؤثرات وتأثيرات العواطف التي لا تستند إلى براهين ملموسة.
** ذلك أنه في يوم الثلاثاء الماضي.. كانت (آسيا) قاطبة، وهي أكبر قارات الدنيا سكاناً ومساحة.. كانت تشهد وتشاهد على الهواء مباشرة حفل توزيع جوائز العام على المتفوقين والمتميزين كل في مجاله.
** فبحكم المهنة، وبحكم الانتماء للوسط الرياضي.. تابعت فقرات الحفل لحظة بلحظة وليتني لم أتابع.
** ويعلم الله وحده.. كم كانت درجة حزني وألمي عندما كنت أشاهد الجوائز تذهب يمنة ويسرة.. إلى حد أن بعض الاتحادات الأهلية الآسيوية ظفرت واحتفلت بأكثر من جائزة سواء على المستوى الجماعي أو الفردي.. وترددت أسماء بلدانها وبعدة لغات، أكثر من مرة.
** في حين لم يُذكر اسم (المملكة العربية السعودية) سوى مرة واحدة (!!).
** والأسوأ من ذلك أن ذكرها جاء إما (مجاملة)، أو لذر الرماد في العيون، أو لكلتيهما معاً.. ليس إلاّ (؟!!).
** على اعتبار أن حشر الأخضر ضمن قائمة المنتخبات المرشحة للأفضلية.. إنما تم لأسباب بروتوكولية بغية إضفاء قدر من الوجاهة على شرعية اختيار الأفضل.. ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه.
** غابت المنتخبات السعودية المختلفة عن المنافسة الحقيقية على الجوائز، كذلك غابت الأندية نهائياً، وغاب اللاعب والحكم والمدرب (!!!).
** في وقت حضرت وبقوة منتخبات وأندية ونجوم وحكام ومدربون، لبلدان بعضها ما زال (يحبو) في مضمار الكرة، والبعض الآخر سبقناه إلى المحافل الدولية والقارية بوقت يفترض أن يميزنا، وأن يضعنا في المكان الصحيح.. أي في الطليعة، لا في ذيل القائمة أو خارجها كما حدث يوم الثلاثاء (؟!!).
** صحيح أن تفريطنا الغريب في الكثير من حقوقنا المشروعة على مدى الأعوام الماضية كلقب (نادي القرن) على سبيل المثال لا الحصر.؟. قد أغرى الرموز المتنفذة في اتحاد القارة، وجعلها تتمادى في استباحة الكثير والكثير من حقوق ومكتسبات الرياضة السعودية جهاراً نهاراً.. على اعتبار أن الحقوق لا تُستجدى إذا كانت تلك الحقوق لدى اللؤماء وإنما تؤخذ قسراً بالإصرار وقوة الحجة والمنطق، وهو ما تقاعست عن القيام به مرجعيتنا الرسمية ممثلة باتحاد اللعبة.. باعتباره المسؤول الأول والأخير عن كلما يقع تحت مظلته من كيانات وليس المنتخب فقط (؟!).
** إلا أنه لا يمكن وضع اللوم كاملاً حول ما حدث من غياب سعودي عن المشهد الاحتفالي الآسيوي الكبير يوم الثلاثاء على عاتق هذا الاتحاد القاري (المريض)، ولو من باب (العاقل خصيم نفسه) على الأقل.
** هذا الغياب الذي أعتبره (فضيحة)، يجب علينا التوقف عند أسبابه ومناقشتها بكل صراحة وبكل تجرد، وألا ندسّ رؤسنا في الرمال، فالمسألة أبعد وأعمق من أن نعتبرها مجرد سحابة صيف.. بقدر ما يجب علينا اعتبارها مقياساً رقيقاً وواضحاً على توقفنا، بل تراجعنا إلى الخلف.. فيما غيرنا يعمل على الرفع من معدل التطوير والإنتاج وفق خطط وبرامج خاضعة لأعلى قدر من الدراسة والأخذ بالأسباب، ناهيك عن الدقة والانضباطية في التنفيذ بعيداً عن العشوائية والارتجالية والنوم على وسادة الماضي.
القاسم المشترك بين نجيب والصرامي
** توجد العديد من القواسم المشتركة بين الكثير من الناس سواء على المستوى الإبداعي، أو على المستوى الفكري، أو حتى على المستوى (العبثي).
** وعندما نتفحص الأساليب والأفكار التي دأب مذيع (أبو ظبي) الفضائية محمد نجيب على ممارستها خلال برامجه منذ أن اخترقت قناته الأجواء السعودية.. نجدها متطابقة شكلاً ومضموناً مع أفكار وأساليب زميلنا سعود الصرامي.. من حيث الاعتماد على (الفرقعة) وعلى اتخاذ المواقف المريبة والغريبة، فضلاً عن (رش) المعلومات المكذوبة جزافاً طمعاً في الحصول على ردود الأفعال، بصرف النظر عما إذا كانت تلك الردود إيجابية أم سلبية.. المهم إحداث ضجة (والسلام)؟!
** وغني عن القول بأنه لا حاجة بنا إلى إعادة التذكير بالكثير من مسلسل (أبو زايد) الطويل في هذا الصدد.. فقط سأذكر بآخر حلقتين من حلقاته.
** الأولى: بدعة توريط الحكام بإجراء المحادثات الجوالية مع القناة قبيل بدء المباراة وتعريضهم للمساءلة والأخذ والرد في سابقة غير محمودة الغرض منها ادعاء تحقيق شيء من التفرد أو التميز الذي يدّعون تحقيقه حتى وإن كان على طريقة (الرجل عض الكلب)؟!
** الثانية: الحرب الدائرة الآن بين نجيب وبين القطريين على خلفية تدخله السافر في شؤونهم (؟!).
** أما زميلنا العزيز (سعود) فيكفي أنه لا أحد يجاريه في (رش) المعلومات التي عادة ما تكون من نسج خياله.. سواء تلك التي يدلي بها خلال البرامج التي يتداخل معها، أو الأخرى التي يضمّنها مقالاته، والتي كان آخرها معلومته عن بطولة شباب النصر التي تصدّى لتصحيحها الزميل (عبدالله جارالله المالكي) هنا يوم الخميس (؟!).
** بمعنى أنه من النادر خلو أي مقال من مقالاته إما من معلومة مفبركة أو مغلوطة.. أو من (فرية) يقذفها في هذا الاتجاه أو ذاك (؟!).
** وأنا حقيقة أستغرب عدم اختياره من قبل نجيب لإكمال نصاب دراويش خط البلدة، على اعتبار أنه أكثر تأهيلاً وفاعلية لخدمة أهداف البرنامج، نظراً للتوافق بينهما في كل شيء..
يعني (وافق شن طبقة).
ويستمر مسلسل الخداع والتضليل؟!
** كلنا يعلم بأن مباراة الاتفاق والنصر الشهرية بأحداثها.. قد أقيمت عقب العودة من توقف الدوري مباشرة، وأن الإدارة الاتفاقية قد تبنت مشروع تحفيز جماهير النادي وحثهم على الحضور ومؤازرة الفريق قبل المباراة بأكثر من عشرة أيام عن طريق الملصقات وبعض الوسائل الإعلامية الأخرى.
** وبناء عليه فقد حضرت تلك الجماهير بكثافة تجاوباً مع حملة الإدارة وانتظاراً لانتصار يبقي فريقها ضمن دائرة المنافسة كحافز وكدافع مهم للحضور ودعم الفريق.. إلا أن ذلك لم يحدث حيث جرت الرياح بما لم تشته سفنهم لأسباب يعلمها الجميع.. مما أصاب تلك الجماهير بشيء من الإحباط وخيبة الأمل، وبالتالي التراخي وعدم الحرص على الحضور إلى الملعب بذات الكثافة والحماس أمام الهلال ومن ثم أمام الاتحاد.
** غير أن بعض المراسلين (الصفر) بالمنطقة الشرقية أداروا ظهورهم لكل هذه العوامل والحقائق، وراحوا يبثون رسائل صحافية تجاهلوا من خلالها (عن عمد) الحضور الكبير للجماهير الاتفاقية في مباراته أمام النصر، وجيروه عنوة لصالح الجمهور الأصفر.. بزعمهم أن الحضور الجماهيري قد مال إلى جانب النصر، تحت ذريعة فارق الرقم الكلي بين مباراة الهلال ومباراة النصر.. بعد أن جرّدوا الاتفاق من جمهوره وقسموه بين الهلال والنصر، وهذه واحدة من حلقات مسلسل الخداع والتضليل الناتجة عن قائمة طويلة من (العُقد) الصفراء الأزلية (!!).
حكمة في مثل
(من شبّ على شيء شاب عليه)