Al Jazirah NewsPaper Sunday  30/11/2008 G Issue 13212
الأحد 02 ذو الحجة 1429   العدد  13212
التصريح لمن أراد الحج
محمد بن سكيت النويصر

عندما أسس الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - هذا الكيان كانت أولوياته تأمين طريق الحاج والعناية بالحرمين الشريفين في مكة والمدينة وحرص على ذلك، وعلم الله صدق نيته فيسر له ذلك، فأمن الحاج على نفسه وماله وأهله وتوافد الحجاج والعمار والزوار إلى الحرمين الشريفين وهم مطمئنون في تلك البقاع الطاهرة حيث ترعاهم العناية الإلهية ثم ولي أمر المسلمين الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - فكانوا يفدون إلى تلك البقاع الطاهرة من الداخل والخارج لأداء ركن مهم من أركان الإسلام ألا وهو الحج.

واستمرت العناية والرعاية من بعده غفر الله له، ونهج أبناء المؤسس ذلك النهج القويم وتمت التوسعة للحرمين الشريفين في عهد الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد غفر الله لهم وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وهذا ما يعرفه القاصي والداني ولا يجحد ذلك إلا من في قلبه مرض، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - مد الله في عمره - وسمو ولي عهده استمرت العناية والرعاية وامتدت تلك التوسعة إلى بقية المشاعر المقدسة في تلك البقاع الطاهرة، كل ذلك أدى إلى وفود آلاف بل ملايين الحجاج إلى مكة والمدينة في موسم الحج والعمرة التي تفتح على مدار العام.

ونظرا لكثرة الزحام وتوافد أعداد كثيرة من كل أصقاع الدنيا للمملكة قصدا للحج والعمرة رأى علماء المسلمين تحديد الحجاج وفق نسب لكل دولة من الدول الإسلامية وسواها قصدا لإتاحة المجال لكل مسلم ومسلمة تأدية الركن الخامس من أركان الإسلام، ثم دفعا للزحام الشديد الذي يحصل من جراء وصول أعداد هائلة من بعض الدول وفقا لتعداد سكانها فكان تحديد تلك النسب يسهم في التقليل من الحجاج والمعتمرين في كل عام.

ثم حددت المدة كذلك بخمس سنوات حتى يتاح المجال للجميع في أداء هذه الفريضة لمن استطاع إليه سبيلا.

وفي المملكة حيث تيسر كل السبل للمواطنين والمقيمين فيها للوصول إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج بكل يسر وسهولة تم وضع ضوابط القصد منها التنظيم والترتيب وذلك وفق مرئيات رأى المختصون والمسؤولون عن الحج وجوب التقيد بها للحد من تكرار الحج عدة سنوات لأشخاص بعينهم دون ترك المجال لإخوانهم في الداخل والخارج من المسلمين لأداء هذا الركن.

ومن ذلك تحديد الحج بخمس سنوات وكذلك إلزام من يرغب الحج أن يكون في حملة نظامية وفق ما تراه الوزارة المعنية بذلك ولزوم استخراج تصريح الحج لمن قصد ذلك.

والكل يعلم أن تلك التوجيهات والتعليمات وافق عليها ولي الأمر لما فيها من المصلحة العامة والخاصة والكل يدرك أن طاعة ولي الأمر واجبة جاء ذلك في كتاب الله في مواضع كثيرة، وكذلك في سنة المصطفي - صلى الله عليه وسلم -. وبذلك يلزم كل من أراد الحج أن يحصل على تصريح بذلك ويكون ضمن الحملات النظامية والمرخص لها.

ولاة الأمر - أعانهم الله - يهمهم أمر المسلمين والإسلام سواء في الداخل أو الخارج لذا همهم الوحيد أن يصل المسلم والمسلمة إلى تلك البقاع الطاهرة ثم يؤدي نسكه وفق ما جاء عن رسول الهدى - صلى الله عليه وسلم - وسلف الأمة الصالح واستجابة لقوله تعالى {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ } (197) سورة البقرة، ثم يهمهم - حفظهم الله - أن يجد الحاج الراحة والطمأنينة ويجد الخدمات بأنواعها التي توفرها حكومة خادم الحرمين الشريفين لمن يقصد مكة والمدينة، كيف لا وهم وفد الرحمن يجب أن توفر لهم كل الظروف التي تُيسر لهم أداء فريضتهم بكل طمأنينة وراحة وهناك رجال يحرصون على ترجمة تلك الرغبة السامية إلى واقع ملموس يأتي في مقدمة ذلك صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا وسمو نائبه وسمو مساعده للشؤون الأمنية - حيث يتم تجنيد كل الإمكانات لذلك، ولا ننسى لجنة الحج المركزية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة الذي يبذل جهده ومن معه من الرجال المخلصين في الوقوف على أداء الجهات الخدمية في مكة المكرمة للعناية والرعاية بضيوف الرحمن.

وفي لقاء صحفي مع سمو الأمير خالد الفيصل أكد - وفقه الله - قيام المرافق المعنية بخدمة الحجيج كل فيما يخصه بدورها وفق ما رُسم لها، وأكد كذلك لزوم حصول من يرغب الحج والعمرة على تصريح وفق الضوابط في هذا، وحذر سموه الكريم الجهات المعنية من التهاون في هذا لما في ذلك من المصلحة والمنفعة المترتبة على التقيد بالتعليمات الخاصة بالحج التي تقع مراجعتها وتصحيحها كل نهاية موسم رغبة في خدمة أفضل ورعاية أشمل لضيوف الرحمن وترجمة رغبة ولي الأمر إلى واقع ملموس في رعاية الحجيج.

فدعوة صادقة إليك أخي المواطن والمقيم أن تتقيد بتعليمات الحج، وتضعها نُصب عينيك وتساعد ولاة أمرك والمسؤولين عن الحج في تطبيق ما صدر ويصدر من توجهات تحقق للحجاج أداء نسكهم بكل يسر وسهولة، وحذار من التساهل في هذا أو التحايل على تلك التعليمات فأنت تؤدي عبادة لله رب العالمين وتنشد من وراء ذلك رضاه وطلب مغفرته، فلا تلجأ إلى طرق معوجة في الوصول إلى تلك البقاع الطاهرة وثق بأن الله سبحانه طيب لا يقبل إلا طيبا وأنه مطلع على عباده وشاهد، ولا تجاري ضعاف النفوس ممن قد ينزلقون في تصرفات لا تليق بهم كمسلمين أولا ثم كمواطنين يجب أن يكونوا قدوة حسنة في تطبيق وتنفيذ توجيهات ولاة أمرهم بكل دقة وأمانة.

وإذا تيسر لك الحج وفق تلك التعليمات فكن عونا للجهات الخدمية وساهم بجهدك مهما كان في مساعدة ضيوف الرحمن ممن يفدون إلى تلك البقاع الطاهرة رغبة في أداء هذا النسك العظيم، وكن صورة حسنة للمواطن الصالح بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى. تقبل الله حجك وغفر ذنبك وشكر سعيك.

مدير المعهد العلمي في محافظة الرس- جامعة الإمام



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد