يبقى الإنسان ضعيفاً كلما شعر بأنه أصبح وحيداً لا أحد يشعر به أو يفهمه أو يضع يده على جراحة قلبه.
ليتفهموا حينئذ ما يعيشه من تعاسة وشقاء وهكذا يبقى الإنسان في دوامة البحث عن النصف الآخر الذي يتفهمه ويشعر به.
ولكن ليس هذا فحسب، إنه قد ضيع نفسه قبل أن يطلب ممن حوله البحث عن ذاته وكيانه ويضعون لها أساساً لبنيانهم الشاهق فينعموا بنهضته وارتفاعه وسمو حضارته.
ولكن هذا البيان ضعيف وسوف يسقط في أي لحظة لأن البنيان مبني فقط على أخيلة من ذات ضعيفة تبحث عن من يتفهمه قبل أن يفهم ذاته وما ترنوا له أفكاره من أساليب وطرق تتمحور في إثبات ذاته ووجوده وجعل رونق نبضه وقوة إرادته نور يضيء عتمة الدروب المظلمة ويسلط نوره على النفوس التي تبحث عنه هو أيضاً.
تحسس نصفك أيها الإنسان في جسدك أولاً تحسس نصفك الأيمن لتشعر أنها معول للبناء والبذل والعطاء وأنها لأهل التقوى نجاة حيث ينادون ليتسلموا كتابتهم بأيمانهم ولا تبتعد كثيراً لتتحسس نبض شمالك فهناك قلب نابض، عابق بالأمل والتفاؤل الذي ينثر رذاذه العذب.
أيها الإنسان إنك تحمل جسد متكامل فاحمد الله على ذلك ولا تنتظر من يضع في يمينك أو شمالك شمعة لتنير دربك، بل اجعل يداك تتحرك في كل الاتجاهات وشمعتك ترسل وميضها بين حنايا أضلعك وبين رفيف عيناك وفي ترانيم لحن الأمل الطروب.
أفق من غفوة الظلمة واتكئ بكلتا يديك على نافذة الفجر القادم انظر للأمام اشعر أن هناك سباق للخيول التي تنفض عن كاهلها عناء الكسل وتمارس الركض والقفز لتصل.
قد تتوقف بكبوة السقوط ولكن لا تستسلم للانهزام في تلك اللحظة فما دام الخيل يصدر صهيله وينبض بالحياة فسيصل في يوم من الأيام العابقة بالمنافسة القوية مع غيرها.
هذا في حال توقفها بجانبك ولكن إذا ظلت تمارس الركض للوصول فاجعل عينيك تتابع القوة والاستمرارية إذاً ماذا استفدنا من هذه الجولة؟
التالي:
1- الأمل.
2- الاستمرارية نحو تحقيق الأهداف.
3- توقع الفشل.
4- حمل شعار (لكل جواد كبوة) وهذا شعار المتشائمين أن ينهضوا من رقدتهم ويتوقعوا بأن خلف هذا الحاجز نقطة الوصول والنهاية لأن الحلم سوف يتحقق بإذن الله.
5- تحديد هدف معين يكون سعادته وإثبات ذاته لأننا نحن نحلق في سماء الأحلام ولكن بداخلنا (حلم) واحد نسعى لتحقيقه لأننا نتلمس فيه سعادة ننشدها وأمان للغد وفجر قادم للذات المتعبة.
6- الاعتماد على فلسفة العقل فكلما تأملت الركض، القفز، الصبر، الانتظار لتحقيق الهدف فهذا يشحذ همة العقل ويجعله يستغذ كل النقاط الخاملة والأفكار النائمة ويجعل حواسه في حركة ويقظة.
7- (تفلَّت جبال الهموم) لحظة التأمل تحي نبضات الأمل وتحرك نبضات القلب ويبقى الإنسان يتأمل كل شيء جميل، فهذا ينسي القلب والعقل كل ما التف حوله من حبال الهموم والأحزان.