على الرغم من المفارقات المدهشة للسلوك الاستهلاكي الذي طرأ على وسائل الاتصال لدينا..
وكتب عنه الكاتبون، وعبّر عن الاستياء منه الخاصة والعامة .. إلاّ أنّ الوجه الآخر الإيجابي له يأتي في إحياء عادة جميلة بين الناس هي التذكير ببعض العادات التي إن اندثرت في أداءاتها وممارساتها الحركية إلاّ أنّها تبقى قائمة بين الناس في تواصلهم الهاتفي صوتاً وحرفاً .. فجميل أن يأتيك دعاء في أيام الجُمَع يحرِّك في مقلتيك دمعة.. وفي جنبيك .. ومضة .. وفي قلبك نبضاً.., وجميل أن تعلم أنّ الناس لا تزال تعتمر قلوبها بقيمة الأيام التسعة الأول من ذي الحجة، والعشرة الأخيرة في رمضان .. جميل أن يأتيك أكثر أهلك وأصدقائك في الأعياد والمناسبات جزافاً بعد أن كنت لا ترى منهم إلاً الأقرب القادر على مواصلتك مهاتفاً أو زائراً فتجد من باعدت بينه وبينك الآماد والظروف ومكابدة الدنيا ... قريباً منك .. مشاركاً لك .. داعياً معك..
البارحة كنت في منتهى الإحساس الغامر بالفرح أتصفّح رسائل التبريك والدعاء بدخول شهر الحج الفضيل .. لم ينغص عليّ صفو الطمأنينة لهذا التواصل الجميل سوى رسائل الدعايات التجارية ومغريات وسائل الاتصال بنسب الهدايا والتخفيضات...
اللهم فلا تخفض عنا أجر التواصل والدعاء .. واللهم لا تحرمهم هدايا الإجابة والرضاء...