الجزيرة- صالح الفالح
انتقد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء (بعض) حملات الحج المخالفة فيما تقدمه للحجاج ممن يسجلون لديها.. وأوضح أن هناك (البعض) من هذه الحملات تقوم بالترويج لها وعن الخدمات التي سوف تقدمها لحجاجها من أماكن إقامة متميزة في المشاعر المقدسة وتوفير كافة ما يحتاجه الحاج لديها.. ويدعون أنهم الأفضل من غيرهم.. ونجدها من الإعلانات التي تسبق العمل في مثل هذه الحملات لافتاً في هذا السياق إلى أن كل ما أعلنوا عنه وروجوا له من برامج عديدة لخدمة الحاج لا يجدها على أرض الواقع وكثير منها لا حقيقة لها.. ومجرد كلام فقط لكسب المزيد من الحجاج في التسجيل في حملاتهم والحصول على مكاسب مادية، ووصف آل الشيخ في خطبته التي ألقاها أمس الأول (الجمعة) في جامع الإمام تركي بن عبدالله وسط مدينة الرياض، ذلك بأنه خيانة وكذب وافتراء وليس من خُلق المسلم الحقيقي المؤمن بربه وبعقيدته الإسلامية، مشدداً في هذا الصدد على أهمية أن يلتزم المسلم بخلق الإسلام وبالصدق والأمانة قولاً وعملاً وبمخافة الله وعدم الكذب فيما أوكل له وتحمل مسؤولية وأمانة حجاج بيت الله الحرام لأداء مناسكهم على أكمل وجه.. وأوصى آل الشيخ في معرض حديثه أرباب حملات الحج بتقوى الله وعدم تجاوز الأنظمة والتعليمات المطبقة والتقيد بها.. وفي غضون ذلك أبدى استغرابه من المغالاة ورفع الأسعار الذي يعمد إليه (بعض) أصحاب حملات الحج وبصورة مبالغ فيها كثيراً. واعتبر في هذا السياق حملات الحج بأنها أعمال مباركة وطيبة وفيها خير وأجر كبير وتعاون وفيها سبب للتسهيل على الحجاج في أداء مشاعرهم التي أوجبها الله سبحانه وتعالى على كل مسلم من استطاع إليه سبيلاً.. مؤكداً على أهمية التسهيل والتيسير على حجاج بيت الله الحرام بعدم استغلالهم بتحملهم بدفع أموال وتكاليف طائلة قد ترهقهم ولا يستطيع (البعض) منهم دفعها. وحذر آل الشيخ في سياق حديثه من حملات الحج (الوهمية) وبيع تصريحات الحج على أشخاص لا خير فيهم وممن يكونون من أرباب القضايا والمطلوبين أمنياً أو من المتستر عليهم ما قد يلحقوا الضرر بالمسلمين. وعدّ مثل هذه الممارسات والأعمال بأنها خيانة عظمى للأمانة، مشيراً في هذا الصدد إلى أن التصريحات الصادرة وثائق رسمية مهمة ومسؤولية وأمانة في أيدي من تسلمها ووقع عليها لغرض أداء مناسك الحج. ودعاء آل الشيخ الحجاج بالالتزام والتقيد بالأنظمة والتعليمات المطبقة من قبل الأجهزة المختصة بالمملكة، مؤكداً أنها وضعت من أجل خدمتهم وسلامتهم والتسهيل عليهم في أداء حجهم بكل يسر وسهولة. ونبه في ذات السياق الحجاج بألا يحول الحج للنعرات والشعارات الجاهلية والدعوات الضالة، واصفاً الحج بأنه شعيرة عظيمة ولقاء واجتماع كبير ومبارك وفرصة للأمة الإسلامية للالتقاء والتفاهم والدعوة إلى الخير والقيم والمبادئ والإصلاح لكل ما فيه نفع وفائدة للمسلمين وتوحيد صفوفهم، داعياً لضيوف الرحمن أن يتقبل الله حجهم وأن يعودوا إلى ديارهم سالمين غانمين.
