Al Jazirah NewsPaper Sunday  30/11/2008 G Issue 13212
الأحد 02 ذو الحجة 1429   العدد  13212
الناقلة البحرية السعودية.. مصير مجهول لأسر المحتجزين
مكالمة واحدة قد تكون إشارة واضحة لانتهاء أزمة الرهائن في (سيريوس ستار)

تقرير - عماد الزهراني / تصوير- محمد الدرويش:

انطلقت الناقلة البحرية للنفط (سيريوس ستار) التابعة لشركة أرامكو السعودية التي بلغت حمولتها مليوني برميل من النفط الخام السعودي كما أشارت التقديرات وتحمل 25 بحاراً من عدة جنسيات، بينهم بحار سعودي واحد، من ميناء الجعيمة برأس تنورة متوجهة إلى أمريكا عبر الخليج العربي إلى المياه الإقليمية في المحيط الهندي القريبة من السواحل الصومالية في 17 أكتوبر الماضي قبيل اختطاف الناقلة البحرية في أكبر حادثة قرصنة حتى الآن؛ لتتوارد بعدها أنباء عالمية متضاربة فيما بينها بطلب القراصنة فدية لم تحدد أرقامها بتصريحات متفرقة لم تعرف هويتها.

الحدث الأول من نوعه

اعتبر اختطاف الناقلة السعودية (سيريوس ستار) التابعة لشركة (فيلا) إنترناشيونال والمملوكة لشركة أرامكو السعودية هي الأولى من نوعها على يد القراصنة الصوماليين في البحر العربي، وهي تبحر في وسط المحيط عبر المياه الإقليمية؛ لتتم هناك المطاردة بين القراصنة وقبطان سفينة (سيريوس ستار) الذي حاول بعث نداءات استغاثية للسفن القريبة منه لكن دون جدوى تذكر؛ لتنتهي المطاردة بالاستيلاء على الناقلة السعودية وأسر طاقمها الـ25 واقتيادها إلى السواحل الصومالية قرب منطقة إييل، بحسب ما ذكرت المصادر .

وأصدرت الشركة (فيلا إنترناشيونال) على موقعها الإلكتروني بعد حادثة الاختطاف بيانا صحفيا تشير فيه إلى حالة الاختطاف وموقع الحدث على بُعد 420 ميلاً بحرياً من سواحل الصومال، وأن طاقم الناقلة مؤلف من 25 بحاراً، بينهم 19 فلبينياً وبريطانيان وبولنديان وكرواتي وسعودي (حسين آل حمزة). وقد حرصت الشركة أن تعمل على الإفراج لطاقمها من الاحتجاز، خلال ذلك كله حاولت (الجزيرة) الاتصال بالشركة (فيلا إنترناشيونال) ومقرها دبي للإدلاء بتصريح لآخر المستجدات عن الناقلة وطاقمها الـ25 ولكنها رفضت وامتنعت عن الإدلاء بالتصريح، واكتفت بالقول: سننشر على الموقع الإلكتروني.

أسر طاقم الناقلة (سيريوس ستار)

فجعت أُسر طاقم الناقلة (سيريوس ستار) بالحادثة عند علمهم بعملية الاختطاف، وذلك عبر الإعلام المرئي والمقروء؛ ليشب بينهم الذعر والرعب عن حالة ذويهم المحتجزين لدى القراصنة؛ حيث تلقوا اتصالاً من الشركة (فيلا) تخبرهم بحالة حجم الحدث، وأنها ستسعى جاهدة للإفراج عن ذويهم في القريب العاجل.

أسرة حسين آل حمزة

تعيش أسرة آل حمزة بجزيرة تاروت التابعة لمحافظة القطيف، وهي عائلة بسيطة من العوائل الكادحة في المجتمع السعودي. ذهبت (الجزيرة) إلى منزل المحتجز حسين أحد أفراد طاقم الناقلة، والتقت بعائلته وتواصلنا معهم بالحديث عن الحادثة.

لم تكن تتوقع أسرة حسين موسى آل حمزة 25 عاماً الحدث حيث كانت تنتظر عودته من الرحلة بفارغ الصبر لتزويجه بإحدى الفتيات، قالت ذلك أمه, وعاشت أسرة آل حمزة حالة من القلق البالغ؛ إذ إن ابنها هو السعودي الوحيد من طاقم السفينة (سايروس ستار)، التي تعرضت للاختطاف على يد قراصنة صوماليين قبل 14 يوماً.

بداية المعرفة

علمت الأسرة بالاختطاف عبر الوسائل الإعلامية، وأصابهم الهلع والخوف على ابنهم حسين وقتها، وحاولوا الاتصال بالشركة (فيلا) ليتداركوا الموقف، ولكن بادرتهم الشركة بالاتصال بهم وإبلاغهم عن حالة ابنهم.

قال موسى آل حمزة لـ(الجزيرة): علمنا باختطاف السفينة يوم وقوع الحدث عبر الوسائل الإعلامية، وحاولنا الاتصال بالشركة (فيلا) لمعرفة التفاصيل، ولكن من خلال الاتصال الذي تلقيناه من الشركة طالبوا منا التمسك بالعزيمة القوية بعودة ابنهم بينهم، كما طمأنونا على سلامته وأبلغونا بمتابعتهم الشديدة لعودته وزملائه سالمين.

وأشار موسى آل حمزة إلى أن حسين بعث رسالة إليهم يطمئن فيها والدته عليه قبل حالة الاختطاف، ويخبرها بأنهم في بحر العرب منذ ثلاثة أيام في طريقهم إلى المحيط الأطلسي، حيث سيقومون قرابة الشهر في المحيط. انقطعت بعد ذلك الاتصالات مع حسين؛ إذ حاولت الأسرة الاتصال به عبر هاتفه إلى يوم الحادثة وحاولت مراراً ومراراً, لكن جميع مكالماتهم لم يكتب لها النجاح.

اتصال الأمير محمد بن فهد يهدئ من سريرة والديه

وقال أبو حمزة (الوالد) لـ(الجزيرة): أشكر الله سبحانه وتعالى ثم حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية على رعايته الكريمة وصادق مواساته من خلال مكالمة الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية ليوضح سموه أن ابننا أحد أبناء هذا الوطن المعطاء وأنه سيعود قريباً بمشيئة الله لينعم بالحياة بين أهله سالماً، فدب فينا روح الأمل في رجوع ابننا حسين من أسره.

مكالمة الدقيقتين والنصف

بعد 13 يوماً من الاحتجاز والاختطاف وردت مكالمة من حسين آل حمزة لوالديه عبر المحمول، وصفه أبوه بالرقم الدولي الخاص؛ إذ عبر موسى أبو حمزة في حينها عن كامل ارتياحه بعد محادثته لابنه بمكالمة قصيرة من أحد أجهزة قراصنة الصومال التي لم تتجاوز الدقيقتين ونصف الدقيقة، وحدث ذلك في مساء أمس الأول.

قال موسى أبو حمزة لـ(الجزيرة): رغم أن المكالمة كانت قصيرة إلا أنها طمأنتنا عن حالة ابننا المخطوف صحياً وجسدياً وأنه لم يصب بأية أذى من قبل المختطفين خلال 13 يوماً السابقة، وجاءت المكالمة منه بقوله (الوضع جيد يا أمي ولا تخفون عليّ)، واصفاً نفسه بالحالة الصحية الجيدة، ولم يتعرض للأذى، واختتم حديثه بأنه مجبور على إقفال الخط بكلمة (خلاص انتهى الوقت المحدد). مشيراً موسى آل حمزة إلى أن مدى تقدم المحادثات مع الخاطفين قراصنة الصومال بإطلاق سراح الناقلة وبحارتها قد بات وشيكاً، ولكن هناك أنباء عالمية متضاربة فيما بينها بطلب القراصنة فدية وتصريحات متفرقة لم تعرف هويتها، هذا هو ما يرعبنا من الأنباء العالمية، ولكن تصريحات ولاة الأمر في المملكة لنا هو ما يطمئننا.

وذكر موسى أبو حمزة لـ(الجزيرة) أنهم عاشوا لحظات من الفرح والسرور خالجها نوع من الرعب والفزع على ابنهم المخطوف حسين بعد المكالمة وعن مصيره بعد الاختطاف، بعد أن ساءهم اليأس في رؤية ابنهم حسين.

من هو حسين آل حمزة؟

أحب حسين آل حمزة 25 عاماً منذ نعومة أظافره العمل كبحار (نوخذة) كما يحب أن يطلق عليها أهل المنطقة الشرقية، بالرغم من اعتراض أبويه للعمل بهذه المهنة. التحق بجامعة الملك سعود في الرياض بعد تخرجه من الثانوية العامة قبل ست سنوات، إلا أنه لم يحقق أية نجاحات بها فتركها؛ إذ توجه بعدها إلى كلية التقنية في الدمام ودرس فيها لمدة عامين متواصلين، ولم يستمر بها كذلك، بعدها بدأت رحلته مع العمل كبحار فعمل في (الشركة السعودية للخدمات البحرية)؛ إذ كان يعمل سبعة أيام في البحر ويعود إلى أهله لمدة ثلاثة أيام.

والتحق بعدها بشركة (فيلا البحرية) إحدى شركات أرامكو السعودية، حضر حسين آل حمزة عدداً من الدورات في مجال العلوم البحرية على حسابه الخاص؛ لتطوير قدراته وإمكاناته، منها دورة في الكلية البحرية في القاهرة، وأخرى في برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب، لتكون مجموع شهاداته الحاصل عليها من داخل المملكة وخارجها 12 شهادة، تشمل مجالات مختلفة.

بدأت مغامرات حسين آل حمزة البحرية برحلتين بحريتين برفقة شركة (فيلا)، الأولى من هولندا أمستردام إلى جعيمة رأس تنورة، ومغامرته الثانية كانت من ميناء جعيمة رأس تنورة إلى أمريكا، قبل أن يستولي القراصنة الصوماليون على الناقلة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد