غليونه القذر المدمَّى والذباب
وكوّه الحان الصغير
ورفافه المتآمرون
يثرثرون
ويقلبون كؤوسهم
ويقهقهون:
(البحر مقبرة الضمير)
هذه هي صورة القرصان في العصور الوسطى حيث اللطخه السوداء فوق العين والمسدس الطويل والراية السوداء فوق الأفق ويعلوها الشعار العتيد (جمجمة وعظمتان)، وحيث العربدة المدوية بالقرب من صاري السفينة، وحيث (لص البحر) لا يأبه بأيٍ كان ما دام هو ورفاقه المتآمرون (حناشل) البحر الكبير.
***
بالطبع ليس في تاريخنا العربي ذكر للقراصنة إلا (رحمة الجلاهمة) حيث سفينته (الغطروشه) تمخر الخليج، وكان هو وأولاده يقطعون البحر على كل البواخر التي يرون أنها (ذهبت بحق لهم)، وكان أن أزعج الجلاهمة كل بحارة الخليج الذين اتفقوا على محاصرته في البحر، وكان ذلك لهم؛ حيث إنهم حينما أحاطوا به كان يشعل (نارجيلته) و(ينخى) أولاده السبعة الذين كانوا يبادلون السفائن بالنار، وحينما خلصت ذخيرتهم وأصبح قاب قوسين أو أدنى من الاستسلام ألقى (جمرة النارجيله) في خزان الوقود واشتعلت سفينته (الغطروشه) دون أن يُسلّم نفسه لهم.
***
ما علينا من ذلك كله، بل علينا من قراصنة طارئون في زمن (نهاية التاريخ)، و(سيادة القوة العظمى)؛ إذ يتساءل المرء: كيف يحتجز مجموعة من لصوص البحر سفينة تحمل (جزءاً) من مقدرات شعب وفي اتجاهها إلى احتياجات شعب آخر بل وشعوب أخرى؟
***
بالطبع آنذاك سوف يتساءل أي مواطن في الكون: هل هذه السفائن التي تحمل بعضاً من مقدرات شعب وموجهة إلى شعب آخر مكفولة الحماية منذ إقلاعها حتى الرسو، وهل لديها حراسة كافية؟!. ثم إننا نسأل بشكل صارخ: ماذا يفعل الأسطول الخامس الأمريكي في منطقة أصبحت مسرحاً للصوص؟!