نُشر الأسبوع الماضي خبر صحفي في جميع الصحف السعودية عن إعلان الخطوط الجوية البريطانية رسمياً استئنافها لرحلاتها إلى المملكة العربية السعودية بعد أن حصلت من هيئة الطيران المدني في المملكة - الجهة المشرفة على الطيران - على موافقة رسمية بعد توقف شارف على أربع سنوات لأسباب تقول إنها تعود ل (أمور تجارية). وأشير في الخبر إلى أن الخطوط الجوية البريطانية ستعمد إلى تسيير رحلات إلى كل من مدينتي الرياض وجدة، وستبدأ الشركة تسيير الرحلات بنهاية شهر آذار (مارس) المقبل بواقع خمس رحلات أسبوعياً لكل من مطار الملك خالد في الرياض، ومطار الملك عبد العزيز في جدة انطلاقاً من مطار هيثرو في لندن.
على الرغم من أن مثل هذا الخبر يعد خبراً ساراً لعملاء الشركة ومن لديهم خبرة وتجربة مع الخطوط البريطانية والتي عرف عنها جودة الخدمة والالتزام بأنظمة وقواعد السفر، إلا أنه يثير لدينا تساؤلات عن سبب انسحاب الشركة في الفترة الماضية وعودتها الآن!! وهل الأمر بهذه السهولة فهي من يقرّر أن ينسحب ويقرّر أن يعود بدون أي مراعاة لأنظمة ولوائح الطيران واحترام العملاء الذين تخلّت عنهم الشركة بكل بساطة في الفترة الماضية.
الشركة توقفت في الفترة الماضية وبحسب قول الشركة لأسباب تجارية، أي وجدت أن الطيران للمملكة ومنها غير مجد وعليه قرّرت التوقف، والآن تعود وتقول إن العودة لأسباب تجارية، حيث إن السوق أصبح مشجعاً أكثر مما مضى.
وفي رأيي الشخصي أن ذلك غير صحيح فهم انسحبوا في البداية لأسباب أخرى غير معلنة، ولكن سبب عودتهم الحقيقي أنهم أدركوا أن قرارهم كان خاطئاً وأنهم خسروا كثيراً من عملائهم الذين تحولت وجهات سفرهم إلى خطوط طيران أخرى خليجية وأوروبية، وكذلك بسبب نجاح الشركة الأخرى البديلة البريطانية (بي ام أي) طوال الأربع السنوات الماضية والتي أصبحت توفر رحلات مباشرة إلى بريطانيا من السعودية، لذلك قرّرت الشركة أن تعود إلى سوق يعد من أفصل أسواقها وأجداها اقتصادياً وأن تحوز على نصيبها من هذا السوق الواعد.
أتمنى من هيئة الطيران المدني أن تكون حازمة مع شركات الطيران الأجنبية، فالانسحاب المفاجئ والعودة يجب أن تكون وفق أنظمة ولوائح وعقوبات تتحمّلها كل شركة، وأن لا نترك القرار بأيديهم فقط يقرروا متى يتوقفون ومتى يعودون.
Fax2325320@ yahoo.com