الرياض - نوف الحتيرشي
وصفت رئيسة المجلس التنفيذي للفرع النسائي بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض التجربة النسائية الأولى، بأنها لم ترق إلى طموح قطاع عريض من سيدات الأعمال، وأن المحصلة النهائية لها لم تكن مرضية، مرجعة السبب إلى ضعف المشاركة النسائية في عملية التصويت .. وقالت الجريسي إن إحصاءات المشاركة الانتخابية كشفت أن عدد الأصوات النسائية المشاركة في الانتخابات التي استمرت (لمدة يومين)، لم يتجاوز 85 سيدة أعمال من ضمن نحو 5 آلاف سيدة يملكن عضوية الغرفة، ومنهن نحو 2600 سيدة يحق لهن التصويت وفق الضوابط والنظم التي تم تطبيقها على الأعضاء كافة من رجال وسيدات الأعمال، والتي أعلنت للجميع وتمت بإشراف من اللجنة التي شكلها وزير التجارة والصناعة للإشراف على كافة مراحل العملية الانتخابية.
ولم تخف هدى الجريسي صدمتها من حجم المشاركة النسائية في هذه الانتخابيات، وقالت: شكلت صدمة كبيرة للكثيرين من سيدات الأعمال، ليس المرشحات فحسب، وإنما كذلك المتابعات للشأن النسائي العام، فكيف يكون ذلك هو حجم المشاركة؟ ومن أين لنا أن نختار من يمثلنا إن نحن لم ندل بأصواتنا؟ وأضافت: أليس غريباً أن تفرط سيدات الأعمال بتلك الفرصة التاريخية التي لاحت لهن لأول مرة في غرفة الرياض، كي يسجلن خطوة جديدة للأمام في ميدان المشاركة جنباً إلى جنب مع رجال الأعمال في إدارة شؤون قطاع الأعمال بالرياض، من خلال التمثيل الملائم في مجلس الإدارة؟
وأكدت الجريسي التي خاضت غمار التجربة الانتخابية ولم توفق في حصد الأصوات الكافية لنيل كرسي العضوية أو الظفر به من خلال التعيين أن الأقدر على تمثيل بنات جنسهن في عالم المال والتجارة متسائلة عن كيفية تحقيق مرشحة على 778 صوتاً، بينها فقط 85 صوتاً نسائياً، هي مجموع من شارك من سيدات الأعمال بينما الباقي هي أصوات لرجال الأعمال؟ وقالت: أما كان من الأولى أن تكون أصوات سيدات الأعمال هي الأكبر عدداً، بل والقادرة على تحقيق الفوز لمرشحة أو أكثر بدلاً من عدم التصويت؟
وطالبت سيدة الأعمال هدى الجريسي قطاع سيدات الأعمال بعد أن انتهت التجربة الأولى، وخلا تشكيل مجلس الإدارة من أي سيدة أعمال، بإعادة النظر ودراسة هذه التجربة لاستخلاص العبر والدروس لتلافي السلبيات في التجربة القادمة، وأن يعزمن على تكثيف المشاركة والتصويت لمن يثقن في أنهن الأكثر خبرة وكفاءة وقدرة على تمثيلهن في المجلس وألا يفرطن في فرصهن.
وفي ختام حديثها للجزيرة قالت هدى الجريسي: أؤكد أن مجيء مجلس الإدارة خالياً من التمثيل النسائي، هو ليس نهاية العالم، وإن أردنا التغيير فعلينا أن نسلك الطريق المؤدي لتحقيق الغاية، ولا ننسى أنه على الرغم من أن المجالس السابقة كانت قاصرة على رجال الأعمال، إلا أن الصوت النسائي لم يكن غائباً، وكانت المقترحات التي تعبر عنها سيدات الأعمال تصل إلى المجلس بل وإلى الجهات الحكومية المعنية، بوسائل وقنوات عدة، وهذا ما كان شغلي الشاغل ومازال من قبل تأسيس الفرع النسائي للغرفة عام 2004م، ثم من خلال عملي كرئيسة للمجلس التنفيذي للفرع النسائي بعد تأسيسه، وهذا بالقطع هو ما سنواصل السير عليه.