تشارك المملكة في كأس العالم بأفضل لاعبيها وبمدربين عالميين سعيا وراء (كسب) النتائج وتقديم (صورة) إعلامية حسنة في هذا المحفل الدولي! هناك محفل دولي آخر لا يقل شأنا عن كأس العالم.. ولكن في مجال المسرح حيث يقام له في القاهرة ما يشبه الأولمبياد وهو مهرجان المسرح التجريبي..
هذا المهرجان الذي تحضره النخب (المسرحية) و(الإعلامية) العالمية.. مازلنا نشارك به بالعمل الجاهز.. وبفرق مسرحية تتكون من شباب حتى الآن لم يعوا معنى التجريب في المسرح بل إن بعضهم ما زال في ألف باء المسرح.. إن مسؤوليتنا الوطنية تحتم علينا أن لا نقحم اسم المملكة بأي صورة لا تقدمها بالشكل الجيد.. مهم أن نحصل على أي جائزة في أي مجال ومهم أيضا أن نقدم صورة مشرفة..
في المهرجان التجريبي تتصارع الخبرات المسرحية العالمية لتفرض رؤية أو تجربة جديدة تحقق بها سمعة طيبة لبلدها فمن سيحقق لنا تلك الرؤية وإلى متى نشارك على (هامش) المهرجان كما حصل هذا العام وأعوام سابقة كثيرة..
ما يقدم أحيانا ليس له أية علاقة بالتجريب.. وإن كان كل عمل مسرحي هو بالتأكيد (تجربة) جديدة كما يقول آرثر ميلر لكن المسرح التجريبي بدأ الآن يتوجه إلى أبعد من لغة الصورة ولغة الجسد.. إلى المسرح الرقمي أو الديجتالي التي كانت ندوته الرئيسية العام الماضي تركز حول هذا الموضوع.. لا ينبغي أن يناقش العالم (المسرحي) مثل هذا الموضوع ونحن نقدم عملا مسرحيا يناسب الجامعات والمهرجانات المحلية ولكن ليس له أية علاقة بالمسرح التجريبي.
قلت في غير مناسبة إننا بحاجة إلى نشارك بخطين متوازيين الأول هو العرض المسرحي الذي يعد خصيصا للمناسبة المسرحية وبحسب اشتراطاتها! وثانيا خط لا يقل أهمية هو أن يكون مع الوفد لا يقل عن ثلاثة مسرحيين يجيدون فن العلاقات العامة مع رؤساء الوفود والنقاد والصحفيين ليتم استضافتهم في الندوات واللقاءات الإعلامية ويشاركوا في الندوات المسرحية، في كثير من المشاركات ينزوي ممثلونا الصغار في ردهات الفندق معزولين عن غيرهم.. بينما يسأل محمد التهامي وعبدالكريم بورشيد وفؤاد الشطي وآخرين عن محمد العثيم وراشد الشمراني وعبدالعزيز السماعيل وفهد الحارثي وغيرهم من المسرحيين المميزين.
المشاركات الخارجية من المهم أن توضع لها لجنة متخصصة تتحمل الاختيار وتبعاته لأن تلك مشاركة ليست باسم أحد فروع الجمعية أو غيرها إنها باسم المملكة وهذا يكفي لأن نأخذ الموضوع بما يستحقه من اهتمام.
منذ عدة سنوات ونحن نشارك خارج المسابقة في هذا العام شاركنا بمسرحية (الرقص مع الطيور) ولم تدخل ضمن المسابقة بالرغم من أنها عمل مميز وبذل فيه جهد كبير ويقف خلفها مخرج يعمل بوعي ومتمكن من أدواته المسرحية وكنا نتوقع أن يدرج هذا العمل ضمن المسابقة بل ويلفت الأنظار! لكنه التجريبي الذي ينبغي على وزارة الثقافة والإعلام والمسؤولين عن المشاركات الخارجية فيها أن يعيدوا حساباتهم وآلية مشاركتهم!
alhoshanei@hotmail.com