Al Jazirah NewsPaper Wednesday  26/11/2008 G Issue 13208
الاربعاء 28 ذو القعدة 1429   العدد  13208
لما هو آت
الجمعية الكورية العربية جسر (2)
د. خيرية إبراهيم السقاف

اثنتان وعشرون دولة عربية تمد مع هذه الجمعية الجسور نحو تحقيق غاياتها في ربط أواصر حضارية بين العالمين.. في الوقت الذي غفل العرب بتوجههم الكلي للاندماج بالحضارة الغربية تلك التي تسود من أول نبضة فيها إلى آخر وريد في أنساقها بثقافة الأقوى وهيمنة الأقدر..

بينما التوجه للشرق الآن يبدو أكثر حكمة وأربط وشائج مع حضارات جمعت العرب ذات تاريخ لا تمحوه صحائف الطرق ولا بصمات القوافل... ومن ضمن مشروعات التواصل التي ستدعمها الجمعية من خلال معطيات الحاضر ما سيؤهل لتبادل قوي في المستقبل من شأنه بسط الثقافة العربية والتعريف بأنساقها ومجالاتها.. وتوطيد دعاماتها والتعريف بها، بل التقريب بين معطياتها الحديثة جنباً إلى جنب على طاولات الحوار بما يقرب ما اختلف بينها ويوطد ما ضعف.. والمنجزات المشتركة غالبا تحقق هذا الإخاء ليس في صوره الشكلية، بل يمتد إلى تأثيراته العميقة.. فعند اللقاء الأول للجمعية الذي تم يوم الثامن عشر من نوفمبر الحالي في رواق جامعة هانكوك للتعريف بأدب المرأة خلال عقوده الخمسة في المملكة العربية السعودية وأدب المرأة خلال قرن في مصر العربية، وبينهما وبين أدب المرأة الكورية الحديث كان هناك خيط ربط العجين في نيبج تواشج وعرف الجميع بما كان غافلا عنه الجميع من تفاصيل محورية في معطيات المنجز الأدبي في المجتمعات الثلاثة...

من هنا تأتي برامج خطط الجمعية محكمة لتحقيق مشاريعها الاستشرافية حيث تضع في أولها : تبادل الزيارات من قبل الأشخاص الفاعلين في المشهد الفكري والاقتصادي والعلمي والثقافي، ثم دعم العلاقات الأختية بين مدن البلاد العربية ومدن كوريا الرئيسة لخدمة هذا التواصل..، ثم إقامة قاعدة بيانات من شأنها التعريف والتقريب بين الشخصيات الفاعلة المهمة في المرحلة..، ثم بوضع برامج، ومن ثم تنفيذها بتعريف أوسع وأشمل بالعرب وبالإسلام مما يوطد علاقات كانت ذات تأريخ لها بدء الخطوة..، ثم عقد منتديات حول الحضارات والأديان لخدمة البشرية نحو التطلع لحياة أكثر طمأنينة وتوافقا..، ومن أجل ذلك تخطط الجمعية لإصدار كتب تقدم المعلومات الوافرة عن الثقافة العربية والإسلامية، وما يرتبط بذلك من جوانب عديدة وصور منوعة ومناهج متبعة، وأساليب مختلفة بما فيها التعريف بالأطعمة المحرمة وبالتقاليد في الأزياء ونحوها، ورسمت الجمعية لذلك دعم التبادل الإعلامي وإقامة المعارض الفنية والجماعية وامتدت طموحاتها للإسهام في إعادة ترميم الآثار واكتشافها..، واتبعت آلية لذلك تخطيط البرامج الخاصة لتبادل الطلبة، ودعم التبادل بين المدارس الكورية والعربية وأساتذة الجامعات، وإقامة المحاضرات باللغة العربية والمساهمة في مشاريع تنقيح الكتب المدرسية في كوريا والدول العربية ومن ثم دعم عمليات كشف وجمع المصادر التاريخية لدى الطرفين، والأهم من ذلك لتحقيق التواصل الفعال هو توسيع فصول اللغة العربية والكورية في جامعات الطرفين.. ويمتد ذلك إلى توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري وتبادل المعلومات في المجالين والخبرات...

وتختم الجمعية أهدافها بأن تعمل على إصدار الكتب في مختلف مجالات التعاون الإثني بين الدولتين الكورية والعربية من أجل التنوع والنفع المشترك...

تطلع جميل وجمعية طامحة تقوم عليها أمانة من ذوي الخبرات الدبلوماسية والعلمية لهم باع في الثقافة والإدارة في مقدمتهم السفير (سيونج - هو تشوي) الأمين العام وفريقه العلمي والإداري، انعكس على سير أول لقاء تم بين أديبتين عربيتين وأخريين كوريتين في جو علمي أدبي أعاد الثقة في قدرة اللغة العربية على اقتحام أروقة الإبلاغ في صورة مشرقة زادها جو سيؤول المطير نداوة وزادها وعي الكوريين إشراقا.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5852 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد