Al Jazirah NewsPaper Wednesday  26/11/2008 G Issue 13208
الاربعاء 28 ذو القعدة 1429   العدد  13208
أنت
الانتخابات
م. عبد المحسن بن عبد الله الماضي

تلاحق الأحداث السعيدة والحزينة.. المبشرة والمنفرة.. الإصلاحية والقمعية.. التقدمية والمتخلفة كلها تؤدي إلى تتابع سرعة الانتقال من حالة إلى حالة بكل ما تعنيه من رفاه أو بؤس.. صعوداً أو نزولاً.. انتعاشاً أو انتكاساً.. حبوراً أو اكتئاباً.. هذه الحالات على تعاكسها وتضادها وتنوعها تقود هي الأخرى إلى نتائج.. ومحصلة هذه النتائج تنعكس إما نمواً أو ضموراً.

الانتخابات وسيلةٌ لوسيلةٍ غايتها التنمية المستدامة وحماية المجتمع من الإخفاق ثم الانحدار فالانحطاط.. حيث إن الانتخابات وسيلة لتحقيق الديمقراطية.. والديمقراطية وسيلة لتحقيق التنمية الإنسانية التي هي الغاية بعد عبادة الله عز وجل.

الانتخابات ارتبطت تماماً بالديمقراطية.. لكنها اسْتُخْدِمت في الحكومات الشمولية والدكتاتورية كوسيلة لفرض أمر واقع ولو بالقمع.

وقد بدأت الانتخابات تاريخياً منذ الإغريق.. حيث مارسوها في مراحل وفي مناطق جغرافية ولفئات وطوائف بذاتها.. ورغم العمر الطويل على معرفتها إلا أن القليل القليل من شعوب الأرض عرفها أو مارسها حتى العصر الحديث.

والانتخابات ممارسة حديثة على مجتمعنا السعودي.. لذلك فإن ثقافة الانتخابات لا تتجاوز في خيال مجتمعنا حدود الخبر ومعرفة المعنى العام لها.. وهذا جعل تعاملنا مع الانتخابات بكل أشكالها ومستوياتها تعامل الحذر المتشكك تارة والرافض المناهض تارة أخرى والمتوتر دائماً.

هذه الأحاسيس تجاه الانتخابات ليست حصراً على الفرد العادي بل تتجاوزه إلى المسؤول المباشر أو غير المباشر عن الانتخابات.. وهذا لا يعيب مجتمعنا فنحن لا نزال في مرحلة محو الأمية الانتخابية.. ولا يجب أن نتوقع من مجتمعنا أن يتعامل مع هذه الممارسة الطارئة بعقلية العارف أو عاطفة المعتاد أو حماس المتفاعل.. ومن حق مجتمعنا على نُخَبِهِ من مثقفين ومسؤولين حكوميين أو غير حكوميين أن يساهموا في تثقيفه في هذا الشأن.. فتهيئة المجتمع لهذه المفاهيم الجديدة واجب يتعدى حدود التمني إلى عمق التعليم والتطبيق.

شهدت الرياض الأسبوع الماضي انتخابات الدورة الخامسة عشرة لمجلس إدارة غرفة الرياض التجارية الصناعية.. وكان جواً احتفالياً بالدرجة الأولى.. برزت فيه سمات الضيافة وحسن الاستقبال وجودة التنظيم المريح الذي لا شك سوف يشجع من شارك في هذه الانتخابات على المشاركة في الانتخابات القادمة للإدلاء بصوته.. فشكراً لغرفة الرياض التي تثبت كل يوم أنها أفضل مؤسسة مجتمع مدني سعودية.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5913 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد