Al Jazirah NewsPaper Wednesday  26/11/2008 G Issue 13208
الاربعاء 28 ذو القعدة 1429   العدد  13208
بلا تردد
أسلمة الأشياء
هدى بنت فهد المعجل

(سؤال - (أسلمة) الطب النفسي إلى ماذا تعزوها؟

جواب - لا أعرف معنى (الأسلمة) في العلوم، ولا أعترف ب(أسلمة) للطب النفسي، إلا إذا كانت هناك (أسلمة) لجراحة القلب. أحد المخضرمين في الطب النفسي لدينا قدَّم ورقة ذات مرة عن العلاج الجماعي الإسلامي.

عندما يجتمع المرضى يصلون ركعتين ثم تُتلى آيات من القرآن الكريم وبعد ذلك تسير الجلسة مثل أي جلسة علاج جماعي في روما أو بوسطن! أما توسل الدين ومقوماته في العلاج النفسي فهو أمر معروف في جميع أنحاء العالم، وكان (يونج) من المستخدمين له مع حالات معينة من مرضاه.. د. فهد اليحيا - استشاري الطب النفسي).

***

وبالنسبة لتصنيف الأدب عن طريق (أسلمة) الأشياء يرى بعض الأدباء أنه بهذه الطريقة أوجد مناخاً سلبياً وتمييزاً غير جيد وجعل الكثير من القراء يحجمون عن قراءة الكثير من الأعمال الروائية والأدبية التي قد تكون رائعة لأسباب قد تكون أيديولوجية أو بحجة أنه لا يحب قراءة ما يُسمى بالأدب الإسلامي. ويظن بعضهم أن هناك أدباً رائعاً ومبهراً, وأدباً وقحاً ورديئاً. بل حتى إن (أسلمة) الأشياء في الحياة تسمية غير مقبولة في ظنهم. فالأشياء أصلها الصلاح والخير. فهي في الأساس إسلامية ما لم توجد علة لتحريمها.

***

ولو استمررنا في استطلاع الآراء، لانتهينا إلى أنه لا جدوى من (أسلمة) الأشياء وهي لا تقف على أرضية شرعية للتسمية...!

***

دخلت الفصل، عادتي اليومية، وبمجرد أن التفت سرق بصري مناكير صارخ لإحدى طالباتي!! سألتها متعجبة: ألا يعتبر المناكير مخالفة تحاسبين عليها!! فأجابت من فورها: هو مناكير إسلامي!! هذا لأنه يزال بالتقشير.. بخلاف المناكير المتعارف عليه الذي يزال ب(الأسيتون)!! فهل لأنه كذلك أسلموا المناكير سهل التقشير!! وبديهي أن يتوقّع فرد ما كفر المناكير الآخر!! وهو توقّع مضحك.. مضحك جداً، لكنه يحدث في زمن عشوائية المسميات.

وفي موقع (إحياء السنة) للشيخ الدكتور أحمد العمودي فتوى بعدم صحة لفظ (مناكير إسلامية).

بل الوضع في مجمله مضحك - مبكٍ في آن..!!

زواج إسلامي، ديجيه إسلامي، دمية إسلامية، أناشيد إسلامية، أدب إسلامي، قناة إسلامية..!!

حتى الرسوم المتحرّكة أسلموها مع أن أغلبها ترجمة عن الإنجليزية، واليابانية ثم قامت بعض المؤسسات بجعلها إسلامية بحذف أو إضافة بعض الجمل, بينما المشاهد (تقريباً) كما هي لم تتغيّر!!

فهل لحوار الأديان رأي في منهج (أسلمة) الأشياء..؟

هل تخدم الإسلام تلك المسميات والألفاظ؟

أم تشكل خطورة على فكر ووعي الفرد المسلم؟ وكيف لو حدث وسمعنا بلفظ ديجيه يهودي.. أو أناشيد مسيحية.. أو دمية بوذية.. أو قناة شيوعية.. إذا ما عرفنا أن الهدف من حوار الأديان هو:

1 - أن يكون موضوع الحوار جاداً وهادفاً ويهدف إلى موضوع محدد.

2 - أن لا يكون هناك تجاوزات من كل الأديان على أي دين.

3 - عدم سب أو شتم أي شخصية تاريخية أو دينية لأي من الديانات.

4 - سمو الأدب والأخلاق في المحاورة.

5 - عدم انتهاك حرمة أي كتاب مقدس سماوي.

6- عدم الخوض في موضوع طوائف الديانات.

ص.ب 10919 - الدمام 31443








Happyleo2007@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6086 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد