Al Jazirah NewsPaper Wednesday  26/11/2008 G Issue 13208
الاربعاء 28 ذو القعدة 1429   العدد  13208
عوانس وفحول!!!
محمد أبو حمرا

تمتلئ البيوت بالعوانس والمطلقات، وتشير الإحصائيات إلى أرقام هائلة من كثرة النساء بالنسبة للرجال، ولعل سبب كثرة المطلقات والعوانس يعود إلى صعوبة الحياة في ظل الغلاء الذي يشمل كل شيء له علاقة باستمرار الحياة، بل إن بعض معطيات العصر أصبحت ضرورة بعد أن كانت كماليات أو نوعاً من أنواع الترف، فتجد السيارة قد أصبحت ضرورة والجوال ونحو ذلك مما يستنزف ميزانية الشاب الذي لا يزيد راتبه على ألفين أو ثلاثة آلاف ريال، فكيف يتزوج أو كيف يستمر زوجاً مع عدم القدرة على ملاحقة الحياة، ولو جمع راتبه لسنين طويلة ما استطاع تغطية إيجار قصر الأفراح، لذا تجد الشباب يشتكون من عدم القدرة، وتبقى الفتيات والمطلقات دون طلب أو إقبال مع وجود الرغبة لدى الطرفين.

وآخر ما سمعته هو أن فحلاً من فحول الجمال بيع بأكثر من عشرة ملايين ريال، أي أن قيمة الفحل الموقر تتكفل بزواج واستئجار شقة لعدد كبير من الشباب الذين يقفون مكتوفي الأيدي أمام الغلاء، لذا تجد الشابات والشباب ناقمين على الفحل الذي فحولته حيوانية لا آدمية، ومع ذلك له من يشتريه ولا يشتري عريساً لابنته الشابة أو لوليته المطلقة العفيفة الصابرة في انتظار فرج الله، بل يرى أن في خطبته شاباً أو غيره عيباً، بالرغم من أن الصحابة خطبوا لفتياتهم، وهو يعكس مدى الجهل في أمور الحياة والدين معاً.!!.

نحن أمام مشكلة كبيرة وهي العنوسة التي تستشري وتمتد جذورها إلى الثلاثين أو الأربعين من العمر، وما بعد الأربعين سوى الانحدار إلى القبر والصبر، فكيف نجد حلاً لجيل كامل من الجنسين نساعدهم عن طريقه إلى الزواج وبناء الأسرة المسلمة المكافحة من أجل البقاء؟ وبذلك نحافظ على أخلاقيات المجتمع الذي نحن جزء منه.

الحلول كثيرة لكنها تحتاج إلى عزم وجزم وصبر من الرجال الذين لهم وجاهتهم في مجتعاتهم، سواء أكانت مجتمعات صغيرة على مستوى الأسر أو أكبر منها على مستوى القرية أو نحوها من أطياف المجتمع، والمصلحون كثر أيضاً لكنهم أمام الزحف الشعبي لكثير من العقول يتحرجون من طرح الحلول التي يرون أنها غير مجدية ما لم يكن هناك التزام بالعمل بها دون شذوذ أحد عن المسار المرسوم، لأن هناك مستوري الحال والفقراء والأغنياء الذين يقلدهم من هم أقل منهم ثم تنزل السلسلة حتى تشمل الفقير المرغم على المجاراة، ولعل ما تفعله بعض القبائل في الجنوب من تحديد للمهور هو من الحلول الجيدة، لكن هل يجمع المجتمع على طريقة جديدة وعاقلة في ليلة الفرح دون اللجوء لقصور الأفراح المكلفة جداً لمن لا يستطيعها؟ هنا مربط الفرس والحصان معاً!!

فاكس 2372911


drmoh123@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7257 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد